ماذا بعد ؟
بقلم: د. فتاح الدفاعي
ماذا بعد قرار “ولاة” العملية السياسية الفاشلة في العراق تكليف “الزرفي” بتشكيل الحكومة الانتقالية.
ماذا يتوقع هؤلاء “الولاة” ؟
وعلى ماذا يراهنون ؟
يبدو أن “ماكنة التدوير” قد تحركت بفعالية خلال الأيام الماضية وأنتجت “الزرفي” .
وكان لابد أن يحصل ذلك لكي يقول “الولاة” أن هذه العملية السياسية لم تمت وأنهم متمسكين بالسلطة والمضي فيها ، وهم في كل ذلك واهمون.
فالعملية السياسية ولدت في ٢٠٠٣ وهي خالية من مقومات الحياة ووضعت ثورة تشرين النهاية الحتمية لها ولأي إمكانية في استمرارها.
ولكنها خطوة “ضرورية” للسلطة الفاسدة كونها تمهد للمرحلة التالية في مواجهة الثورة الشعبية وهي المرحلة الأكثر أهمية وخطورة بالنسبة لهم.
وحذار من ان نصدق الكذب والخداع الذي يمارسه بعض”رموز” العملية السياسية وتروج له بعض الذيول الإعلامية ، وهو الإدعاء بأن هناك مؤيد وغير مؤيد لقرار التكليف ، فهذا محض دجل وتضليل لان “رموز الطبقة السياسية الفاعلة” ومنذ انبثاق ثورة تشرين العظيمة تعمل سوية وبتنسيق كامل حسب أوامر طهران ، لإجهاض الثورة والاحتفاظ بالسلطة ، وهذا التكليف خطوة في برنامج عمل الطبقة السياسية كما اشرت أعلاه.
هناك أقلية من “رموز الطبقة السياسية الفاعلة” في العراق غير مصابة بالصم كما هي الأغلبية . وهذه الأقلية تسمع صدى الشارع العراقي ولا تكف عن الزعيق في آذان الأغلبية لتقول لهم أن الثوار العراقيين سيختارون أسوأ الكلمات للتعبير عن الرد على هذا الفعل المشين بحقهم ، وسيعملون كل ما في وسعهم لإسقاطه.
وعليه فإن الولاة يتوقعون أن يتجول “الزرفي” في قصور المنطقة الخضراء ويتعلم التطبيل والتزمير وثم يعود آخر النهار بخفي حنين.
على ماذا يراهن هؤلاء إذن ؟ إذا كانوا واثقين من فشل “الزرفي”.
الأغبياء منهم يراهن على تراجع الثورة ويضع لذلك مبررات تدعو فعلًا للضحك والسخرية ولا تسمح حتى بذكرها أو مناقشتها.
اما المدربين منهم فيراهنون على إستخدام القوة لإجهاض الثورة بعد فشل “الزرفي” ويتم ذلك بإشراف وتوجيه مباشر من قبل اسيادهم.
وتعتقد هذه العصابة أن السلطة مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم وأن هناك من سيقف معهم في هذه الجريمة على المستوى الداخلي والإقليمي وحتى الدولي لقاء مردودات مغرية جدا.