زواج القاصرات انتهاك لحقوق الطفولة
بقلم : لمى الصالحي
القاصرات بين الماضي والحاضر فتيات يصبحن نساء في ليلة وضحاها… والاهل يباركون .. منذ اول ظفيرة تحيط بعنقها تحلم بفستان ابيض يملأ جسدها ترتديه يوم تكبر وتختال به امام فارس احلامها الذي لا تعرف عنه سوى بعض الخصال الحميدة التي تكونت في بالها في قصص الكارتون حين تستيقظ صباحا لتشاهدها والاخبار التي تتناقلها مع صديقاتها هي قصة كلاسيكية لاول طفولة. قصص خيالية نسمعها عن هذا الزواج الذي تكون ضحاياه بنات صغيرات بعمر الطفولة ودوافع الاقبال عليه جوانب اقتصادية وجهل بمصير هذه الضحايا.وفي الاونه الاخيرة كثرت قضايا زواج القاصرات لاسباب (اجتماعية-اقتصادية ) فمهر العروس هو المبلغ المدفوع من قبل العريس لوالديها هو معيار عملية الزواج والاندفاع نحوه ،وكلما كانت صغيرة السن وقاصرة كلما زادت تكاليف مهرها،حيث تخلق هذه الممارسة حافزا اقتصاديا للعائلات لترويج الفتيات في وقت مبكر وتتسبب تبعاتها بالاف الارامل والمطلقات يوميا خاصة في المجتمع العراقي والسبب يعود الى الزواج المبكر والتجارة باجساد القاصرات والأضرار الجسدية ونفسية والصحية واكتئاب التي تلحق بها.
انها جريمة ضد الانسانية سيحرم الفتاة من حقها في طفولة طبيعية حتى ان النشطاء الحقوقيين يرونه خطوة تراجع للخلف فيما يتعلق بحقوق المراة وتؤدي ايضا لتقلبات المزاج الحاد التي تصيب الفتاة القاصر بعد زواجها اضافة الى شعورها بالذنب الذي يغمرها بعد العلاقة الجنسية .
والذي يبعث على الدهشة هو القانون العراقي الذي ينص صراحة على احقية القاضي بتزويج القاصر عند بلوغها سن 15 شريطة تحقق البلوغ الشرعي والقابلية البدنية وبالرغم من ان هذا العمر هو اساسا دون سن القانونية العقلية التي هي 18 سنة الا ان بعض العائلات تلجأ الى تزويج بناتها في سن اقل من ذلك بكثير، ففي السنوات الاخيرة كثرت ظاهرة وجود المكاتب التي يجري فيها تزويج القاصرات خارج المحكمة وحتى بدون ايجاد ورقة زواج احيانا ووجدنا حالات بعمر 12 عاما امتدت لهن مخاطر زواج القاصرات ما استوجب ايجاد جيل جديد من الاطفال بدون اوراق ثبوتية لرفض الزوج الاعتراف بهم بعد هجر الزوجة مما دفع بعض الامهات من القاصرات الى التحايل ودفع مبالغ مالية كرشوة لايجاد عقد زواج مع شخصية وهمية ثم ايجاد عقد طلاق كي تتمكن من استخراج اوراق ثبوتية مزورة لاولادها. وحيال ذلك فان منظمات المجتمع المدني معنية اليوم بتفعيل دورها في المجتمع بحل مشكلة الموت المبكر والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية في توعية الاهل للحد من ظاهرة الزواج المبكر ولعلها تمارس ضغطا على الحكومة المعنية والجهات القضائية لمنع حصول حالات انتهاك لحقوق الطفل وتوفير فرص عمل يمارس الشباب والفتيات عبرها حقهم في حياة كريمة وعمل منتظم ينتجه جيل مفعم بالحيوية وصنع الحياة .