بقلم: الدكتور أحمد الجنابي
من شروط الإيمان أن نعتقد بالغيب وهو من الأسرار التي لايطلع عليها الا الله ومن يختاره من رسله وأنبيائه. حين أظهر الله جلل جلاله الدين الخاتم على سيدنامحمد النور الخاتم للانبياء والرسل صل الله عليه وسلم مرة بمراحل فكرية تدريجية حتى نضج كحضارة إسلامية في زمن النبوة والخلافة الراشد. بعد وفاة سيدنا محمد ظهرت تداعيات منها مقصودة ومنها غير مقصودة خصوصا في موضوع الدولة والية تشكيلها. كون العرب أنتقلوا الى مرحلة حضارية لم يألفوهاسابقا. وبما إن سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم لم يعين أي صحابي من بعده وقد تفاجئوابرحيله. ظهر الخلاف الذي يحكمه الزمان والمكان والمعرفة المختلفة والنوايا. وحمد لله وفق سيدنا عمر رضي الله عنه بحل الأشكال الجديد طلب من سيدناأبي بكر أن يمد يده لمبايعته وكان فتحا ربانيا بعد معركة بدر وفتح مكة. في نهاية الخلافة الراشدة تغلغلت الدنيا في قلوب البعض وثحرش إلشيطان. ظهر الصراع على السلطة بأشكاليات متنوعه منها الجهل ومنها حب الزعامة. فظهر الفكر المتشدد الخارجي التكفيري النصي يقوده أعراب محبي الزعامة ثم تطور الخلاف السياسي بالصراع على السلطة ومع الأسف تحول الإسلام العالمي المحضر إلى أسلام عائلي. وردت فعل جديد متخذ منهج عقائدي متخذين المختلف فيه المتشابه من القرآن حجة بذلك. وأيضا في العصر العباسي حين توسع الإسلام ودخلت أمم فيه ناقلة خلفيتها الثقافية العقلية والعقائدية. قلدهم ما سمية (المعتزلة) حاملين فكر ترجيح العقل على النقل الصحيح وأتخذ الصراع أشكالا متطورة ومتجددة بين الصراع السياسي والمدارس الإسلامية المختلفة منها خلاف محمود ومنها مذموم. فظهر ما يقابل المعتزلة أربعة مدارس ((حنابلة – أشعرية-ماتريدية – تشيع بدايته سياسي ثم تطور الي عقائدي بفكر بدعي وأدعاء العصمة)). كل هذهي النتائج ظهرت بسبب غياب الشورى الملزمة. وتطور هذا الصراع أشكال متعددة مرة تفسيق ومرة تكفير ومرة أخرى أختزال الدين بالمذاهب والفرق. ثم الغالبية إدعوا بدعة (الفرقة الناجية من النار). مصادرين حكم الله جل جلاله والخاص به يوم القيامة هو وحده صاحب هذا القرار فقط رخص للرسل والأنبياء والصديقين والشهداء وبعض أوليائه الشفاعة باذنه. ونحن لازلنا على هذا المنوال مضاف الي ذلك في هذا العصر توغل العولمة والحداثة السريعة في كل يوم ثم الدعوات العقلية الوضعية المتخذة من العلم رداء بين الصدق والكذب. مخرج كل هذا :اليوم العالم كله في تيه (عقدي – أمني – أقتصادي _أجتماعي – أخلاقي). ليس لها من دون الله كاشفة. نقول يارحمن يارحيم أتتم نورك الذي وعدت ونجنا من ظلم أنفسنا أولا ومن طغيان الفكر الوضعي القاصر وقادته الظالمين.