بقلم: هيفاء غيث
إنها الأيام الأولى لعامنا الجديد الذي يعج بالأمنيات ، بل إنه مثقل بالأمنيات أكثر من أي عام مضى .. أمنيات الخير والسلام، أمنيات النجاح والنهوض، أمنيات تغير الحال.. فقد باتت الأيام بل السنين الماضية مرهقة متعبة ثقيلة لا تمر الا بشق الأنفس.. مع مرور العام المنصرم ودخولنا عاما جديدا ، تنفسنا الصعداء مترقبين بزوغ فجر جديد يبدد الظلام الدامس الذي أحاط العالم بأسره.
كلنا بلا استثناء ، نريد النهوض من عثراتنا، بل نريد تجاوز أخطاءنا والمضي قدما نحو تحقيق طموحاتنا وأمنياتنا المؤجلة المتراكمة التي باتت حملا يثقل كاهلنا في ظل الظروف القاسية التي نمر بها في أوطاننا.
كيف لنا أن نتجاوز هذه الظروف الصعبة الممتدة الى أجل غير مسمى؟ لن أردد العبارات المعتادة التي توصي بالتفاؤل والنظر الى نصف الكأس الممتلئ أو النظر الى الجانب المضيْ من المشهد، ولن أعطي النصائح النظرية المستهلكة التي تدعو للتحلي بالصبر والاصرار والقوة لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية.
تلك الظروف الاستثنائية بحاجة أيضا الى خطط استثنائية لتجاوزها، وانما نحتاج الى الطاقات الكامنة والمختزلة في سواعد أبناء وبنات هذا الوطن، الذي يمر بأصعب الظروف والتحديات على الصعيدين السياسي والاقتصادي… نحتاج لتظافر جهود أصحاب الخبرات مع جهود العقول الشابة المبدعة، نحتاج لاتحاد سعة الأفق مع سعة الصدر، نحتاج أن ننهض بأنفسنا ومجتمعنا بالتكافل والسعي الى خلق الفرص من خلال استثمار رؤوس الأموال في انشاء المشاريع الصناعية والتجارية وحتى الزراعية اضافة الى رفع مستوى الوعي في المجتمع حول أهمية التوجه لدراسة التخصصات المهنية والتطبيقية المطلوبة في سوق العمل، للمساهمة في التنمية الفاعلة للمجتمع ومنح الشباب الفرصة ليكونو أعضاءا فاعلين بنائين في أرض هذا الوطن.
فهل القادم أفضل أم أننا سنمضي حاملين أمنياتنا وطموحاتنا الى المجهول؟
سؤال يراود جميع أبناء هذا الوطن، شيبهم وشبابهم، رجالهم ونساءهم، أغنياءهم وفقراءهم كل منهم ينظر بعين الرجاء الى كل مسؤول قادر على احداث التغيير الجذري للنهوض بوطن بات على شفا جرفٍ هارٍ!!!