نشرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية تقريرا حول الذكرى الـ 15 للغزو الأميركي للعراق في العام 2003، حيث أشارت إلى ان “العملية كانت دون أدنى شك جريمة حرب تركت الشعب العراقي المزدهر وسط الأنقاض، وسجلت رقما قياسيا من حيث عدد الأكاذيب حولها”.
وتساءل مراسل الصحيفة روبرت فيسك، في التقرير الذي نشر مساء أمس الجمعة (23 آذار 2018)، هل كانت الولايات المتحدة ستغزو العراق لو كان دونالد ترمب رئيسا للبلاد، مبينا أن غزو العراق عام 2003، كان دون أدنى شك جريمة حرب وسجلت رقما قياسيا من حيث عدد الأكاذيب حولها.
وأعرب فيسك، عن اقتناعه بأن شخصية مثل دونالد ترمب، كان بإمكانها منع وقوع هذه الكارثة، حيث قال “نظرا لقدرته الاستثنائية على التضليل والجنون المحض كان ترامب سيتماشى مع صدام حسين، وكان بإمكان صدام وحده، مع طموحاته النووية والغازية وتركيزه على مصالحه الذاتية، جذب اهتمام ترمب.”
ورجح فيسك، أن “السيوف المتقاطعة في بغداد، والرسوم الجدارية الضخمة في القصور الرئاسية مع الصواريخ الموجهة إلى السماء، والعروض العسكرية كانت ستسترعي فعلا اهتمام المجنون الحالي من البيت الأبيض”.
وأضاف أن الوضع حول العراق قبيل التدخل الأميركي كان يشابه في كثير من نواحيه ما هو عليه اليوم حول كوريا الشمالية، قائلا إن الزعيم كيم جونغ أون، هو بمثابة صدام حسين بالنسبة لترمب، مشيرا إلى التهديدات المماثلة التي وجهت من قبل الولايات المتحدة إلى صدام آنذاك وإلى كيم حاليا، وخاصة “الصدمة والرعب” و”النار والغضب”، مضيفا أن لقب “رجل الصواريخ”، كما وصف ترمب، زعيم كوريا الشمالية، يمكن استخدامه أيضا بحق صدام حسين.
وأوضح فيسك، بأن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، رفضا الجلوس حول طاولة الحوار مع صدام الذي اطلق عليه لقب “هتلر دجلة” وشنا حملة عسكرية مجرمة، خلافا لترمب الذي قبل دعوة كيم لإجراء لقاء شخصي.
وتابع الصحفي البريطاني، بأن غزو العراق جلب تداعيات كارثية ليس إلى هذه الدولة وحدها، بل والشرق الأوسط عموما، وأسفر عن تصعيد العنف والتطرف والكراهية، وسبب سلسلة أزمات دامية في المنطقة، فضلا عن ظهور تنظيم داعش.
كما انتقد بشدة سياسات المجتمع الدولي تجاه الشرق الأوسط، قائلا “أنسوا العدالة والكرامة والتعليم.. لم نكن مهتمين بهذه التطلعات اليائسة والمشروعة لشعوب الشرق الأوسط”.
وتابع “نبكي على القتلى المدنيين في حلب والغوطة، ونشيح بوجوهنا في الوقت نفسه عن ضحايا الموصل والرقة، ونعرف جميعا سبب ذلك، لكننا صنّاع الملوك، وإذا تمكنا من تدمير بلاد الرافدين العريقة، فنستطيع أيضا إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ويمكن لـرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، القول للعالم كله إن بريطانيا لا تزال تفتخر بإعلانها وعد بلفور”.
وختم بالقول، إن “ترمب شخصية مكتومة بالنسبة لهذه المسرحية المخزية”، مضيفا أنه لو كانت رئاسته اللاأخلاقية في عام 2003 لقدم ربما إلى بغداد لعقد لقاء مع صدام، مما كان سيخلص الشرق الأوسط من الكارثة اللاحقة، وأشار إلى ان “الحكم الواقعي على رئاسة ترمب هو أن هذا الشخص وصل إلى الحكم في وقت متأخر”.