د.حميد عبدالله
صاروخ واحد سقط في شمال تل ابيب دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اختصار زيارته الى الولايات المتحدة ،والاعلان عن ( تقصيرها) متوعدا بالثأر من ابطال غزة!
بالمقابل فان عادل عبد المهدي غادر العراق الى القاهرة تاركا وراءه عشرات الاطفال والنساء العراقيين تتقاذف اجسادهم الطاهرة امواج دجلة اثر فاجعة العبارة التي هي الابن الشرعي للفساد والاهمال والتسيب وسوء الادارة !
لو كان ملك الاردن او الرئيس المصري في موقف عبد المهدي لاعتذرا عن حضور القمة الثلاثية وظلا يشاطران شعبيهما فاجعته ، ولوظفا وحشدا جميع الامكانيات الحكومية لانتشال الجثث من غير تأخر ولا تأخير ، فلماذا يسترخص المسؤول العراقي دماء شعبه ؟ هل الخلل في الشعب ام في المسؤول؟!
اظن ان الخلل في الاثنين معا في الشعب الذي اختار قادة لايكترثون بمصيره ، وفي الساسة الذين تموت ضمائرهم الانسانية والوطنية حين تكون السلطة عندهم هي المقدس الذي لاتدانيه اية قيمة عليا مهما بلغت نبلا وسموا!
بدلا من ان يخفف من مصاب المفجوعين بابنائهم وزوجاتهم وآبائهم من ابناء الموصل راح عبد المهدي يعتذر من رجال الاعمال الذين لم تتسع طائرته الرئاسية لاصطاحبهم معه الى مصر ، وكانت علامات الحزن بادية عليه لان خسر صداقات بعضهم!
يادولة الرئيس: افترض فيك سعة الافق والحكمة ، وأفترض ايضا انك ذو خبرة غزيرة في العمل الحزبي والسياسي ، وأفترض ايضا ان تجربتك الحياتية والسياسية بقدر تنوعها فهي عميقة وشاملة كونك نهلت من المشارب السياسية كلها، من البعث الى الماركسية الى الاسلام السياسي ،وبالتالي فان ذلك كله يرتب عليك ان يكون لك عنق كعنق البعير لاتخرج منك الكلمة الا وهي صائبة لاتخطئ هدفها ولا تتيه او تشتط!
كنا نأمل منك ان ترجئ جولتك الاقليمية الى ان يلملم اهل الموصل سرادق عزائهم ، أن تشرف بنفسك على لملمة آثار الفاجعة ، وتقتص بنفسك من المقصرين والمهملين والفاسدين ، وتطبع قبلة على راس كل موصلي مفجوع !
ان تفعل ذلك كله هو من أولى واجباتك ومهامك يادولة الرئيس اما ان تعتذر من رجال اعمال لم تسعهم طائرتك الرئاسة فانها كبوة وسقطة لن يقع فيها سياسي مبتدئ ، ولا رجل دولة مازال يتمرن على فن الادارة والقيادة !