بغداد: وكالة أخبار العرب
رغم بشاعة اعمال الشر والجشع والفساد المستشري في العراق ، الا ان صورة العمل الانساني التطوعي الذي ييبقى خالداً في نفوس وضمائر أهل الخير يبقى هو الاسمى والأجل مهما بلغت شدة اليأس.
وهذا ما تجلى في قلب نجمة مدينة الغزالية، التي تخطت جميع العراقيل التي كانت تقف في مسيرة عطائها بأروع مظاهر الإنسانية والعطاء. إنها سيدة القيم والمبادئ التي تربت عيها السيدة الفاضلة ذات الصدر الرؤوم “رواء السعد” التي كرست اغلب وقتها في مد يد العون للفقراء والمحتاجين بعيداً عن مفاهيم السياسة التي نخرجت جسد العراقيين بطائفيتهم المقيتة والتي باتت تقض مضاجع من اذتهم الحاجة وهم بصمتهم خجلين .
امرأة بالف رجل ، حفرة اسمها في قلوب المستضعفين من خلال عملها التطوعي والانساني ، وهو دلالة على اصل منبتها العريق الذي لاتبقي منه سوى مرضاة الله وجلب الرحمة لوالديها الذين احسنوا تربيتها بنبل اخلاقها وهذا ماحث عليه ديننا الحنيف ا، فلإسلام دين الانسانية يحثنا على العمل الإنساني للبشرية جمعاء، دون أن يقتصر عمل الخير عند المسلم على الأخوة في الإسلام، ليتعداها إلى الأخوة الإنسانية، والعمل الخيري أو الإنساني هو العمل الذي لا يعتمد على تحقيق أي مردود مادي أو أرباح؛ بل يعتمد على تقديم مجموعة من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها، فالمسلم حين يتعامل مع غيره، فهو يتعامل معه ظاهراً، لكنه في حقيقته يتعامل مع الله تعالى، يتوجه بقلبه وعقله إلى الله تعالى بهذا العمل، قاصداً الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
لقد تميزت السيدة “رواء السعد” الملاك الرحيم، بصرخات النداء التي اطلقتها بعض العوائل المتعففة في مدينة الغزالية ومناطق اخرى في مدن وقصبات عراقنا الحبيب ، عندما لبت النداء لهذه الصرخات واستطاعت بمجهودها الفردي ان تضفي الابتسامة والامل لهم وتنتشلهم من الواقع المرير الذي عجز عنه اصحاب المنافع الشخصية الضيقة من بعض المسؤولين ، ما جعلها قدوة للعطاء والإحسان.
رواء السعد، إنك اصبحت المثل الاعلى الذي يحتذى به في عراقنا الحبيب ورمزاً من رموز الانسانية الفاضلة ذات العمل النبيل.
نسأل الله أن يجزيك خيرًا على كل ما تقدمينه، وأن يمنحك الصحة والسعادة والنجاح في كل مسعاك الخيرة. أنت سفيرة الخير والإنسانية، وسنظل نحمل في قلوبنا امتنانًا لك وامتنانًا لعطائك السخي.