حكومة الى الوراء در
بقلم : حيدر العامري
في بلد مثل العراق مصاب بحزمة من الامراض المزمنة لابد من حكومة قوية معافاة تشفيه من بعض علله ، اما أن تتشكل ، بعد انتظار طويل ، حكومة كسيحة ، ومصابة بفقر الدم فهذا يعني ان البلاد كلها ستتحول الى كائن معاق ،او نصف مشلول يحتاج الى عربة مصنوعة خصيصا لذوي الاحتياجات الخاصة لدفعه !
عبد المهدي مازال يلوح بالاستقالة ، رغم انه لم يخط خطوة واحدة الى الامام ! سنقبل بخطوتين الى الامام وخطوة الى الخلف ، لكننا لن نقبل بخطوتنين الى الخلف وواحدة الى الامام لان هذه المعادلة تعني بالنتيجة خطوة الى الوراء ، وصولا الى ان نهرول جميعا بالاتجاه المعاكس دون توقف على طريقة الى الوراء در !
يصلح عبد المهدي ان يدير مركزا للدراسات السياسية او الاقتصادية، يضع الخطط، يقترح عناوين لبحوث مهمة، يتعمق بالتحليل، يضع الرؤى ، لكنه لم يخلق لقيادة بلد كل مافيه شائك وبالغ التعقيد كالعراق في هذه اللحظة الحرجة والدقيقة من تاريخه!
بشرنا الرجل بفريق حكومي مهني وكفء ، وتحدث عن وزراء ليس لهم مرجعيات سياسية ولا حزبية غير العراق ، لكننا صدمنا بمرشحين تصر كتلهم على توزيرهم وكأن العرق افرغ تماما من العقول والخبرات ولم يبق فيه سوى اولئك المرشحين!
نحتاح من المنتفكي ان يشرح لنا بوضوح شديد لا لبس فيه موقفه من الوزراء الذين فرضوا عليه والذين سيفرضون، هل هي صفقة تسعة اعشارها غاطس تحت الماء كجبل الجليد ام ان اللعب صار على المكشوف لا حاجة معه للغاطس والظاهر في لعبة التدلس المفضوحة!
سيقبل رئيس حكومتنا باي اسم ترغب به الكتل ، وسيرضى بما يملى عليه ويبصم من غير ان يدقق او يفحص او يحقق !
نعم هذه كعكتم تقاسموها بينكم ودعوني شاهدا على القسمة ضيزى كانت ام منصفة!
مركب الحكومة يضم من كل زوجين اثنين ،وليس بامكان لاعبد المهدي ولا من سبقه ولا من سخلفه ان يغير هذه المعادلة !
اي اختلاف او خلاف بين عبد المهدي ومن نصبوه سيقفز الى قمرة القيادة من يدفع بالمركب الى الخلف، ومن يعترض على ذلك عليه ان يقبل بخيارين احلاهما مر: اما ان يبارك للمركب مساره ومسراه المرسوم له دون انحراف يمينا او شمالا ، او ان يقبل بغرقه بمن فيه! هل انتم موافقون ام منافقون ام رافضون ؟