بقلم د صلاح الفريجي
حينما نحلل كل قضية لابد ان نقف على جذورها ودواعيها فثورة اكتوبر هي نتائج وخلاصة طبيعية لما مورس بشكل سيء تاريخيا من قبل رجال نسبوا انفسهم للتشيع والاسلام ولم يدركوا حقيقة المفاهيم العامة او المسحة الانسانية والتي تمثلت في افكار الاسلام وعمقه الانساني الكبير وان المتغيرات الثقافية مهما تفرعت وتعددت بالاتجاهات فتبقى المبادئ الاخلاقية تحيط بها بكل اتجاهاتها وهنا في في هذه السطور ساسرد اسبابا ادت الى ثورة 25 اكتوبر العظيمة والتي تعتبر بحق انموذجا رائعا بكل المقاييس الا الحزبية الضيقة وليس معنين بالثورة الا بمقدار تشويهها او تخوينها او تحويل مسارها باتجاه اخر او بعد يرجون فيه بقاءهم لمدة اطول وهنا سنذكر بعض الاسباب الجوهرية التي خلقت ثورة وجعلت شرعيتها اكثر من اي مقدس اخر
اولا — عدم الاصغاء او حوار الطرشات فقد تعمدت احزاب السلكة المستوردة على عدم سماع اي صوت حر او حكيم ولم تخضع لاي منطق وهذه بحد ذاته جعلها تقتل الكثير من الاحرار الادباء والكتاب والصحفيين الذين لايؤمن شراء اصواتهم وهناك احصائية تشير الى مئات ممن ذكرنا لعدم سماعهم او اسماعهم الصوت للاخرين بوسائل الاعلام المتاحة فاتخاذ القرارات بلا سماع اصوات الامة سيعتبر الاخرون اي قرارات هي بمثابة مصادرة ليس لا رائهم ومصالحهم بل لانسانيتهم واشراكهم بالحياة السياسية والقرار السياسي الوطني فهذا الاعراض سبب تقاطعا ملحوظا بين المثقف والسياسي وبين احزاب السلطة ولحل هذه الاشكالية عمدت الاحزاب الفاشلة المستوردة الى سد النقص من خلال صناعة اشخاص متثقفين ومستكتبين ومتشيخين ومتاسلمين لسد الفراغ الحاصل بالطبقة المجتمعية الواعية ودفعت المليارات لذلك استعانت بضعفاء النفوس من الشعراء الشعبيين وابرزت بعضهم لاضفاء شرعيتهم من خلال المذهب والعقيدة الشيعية كذبا وزورا كما صنعوا مجالس اسناد وهي في حقيقتها مجالس مأجورة رخيصة تعتاش على السحت للاحزاب الحاكمة فالمهم لديهم هو الاعراض عن الهاجس الوطني الحقيقي بالشارع العراقي
ثانيا — العمالة لايران
وهذه المفردة من اهم المفردات والتي تضع الاحزاب العراقية جميعها في خانة الخيانة والعمل لدولة ايران التوسعية وتقديم مصالحها في كل جزئيات الاقتصاد والسياسة وحتى المواقف الدولية فالخارجية العراقية تعتبر ايرانية بكل قراراتها وبياناتها المعلنة وغيرها والعراق دولة عربية لها امتدادها العربي وسيادته الاقليمية وليس ايرانيا كما اريد له ان يكون بالاضافة الى ان الافكار القومية تكللت بحروب الجيش العراقي السابق في دول عربية مثل سوريا ومصر والاردن واشترك الجيش العراقي الباسل بهذه الحروب المشرفة واعتبرها الواجب القومي تجاه العرب فهذا البعد والعمق العربي بالحروب والدماء والشهداء لايمكن ان تقفز عليه ايران من خلال ثلة قذرة تسمي نفسها شيعية لابتلاع العراق وفصله او حجره عن محيطه العربي والقومي فهذه القضية تعتبر من اهم الاسباب التي ادت الى عدم الثقة وعدم القبول بأي مرشح تسوية لكون الاحزاب ايرانية المنشا والهدف فاصبحت فجوة كبيرة بين الثوار وبين الاحزاب الايرانية الولاء والفاسدة والتي تعمل لمصلحة ايران اولا ولمصالحها ثانيا
ثالثا — الامتيازات الحكومية
فقد كانت القضية كبيرة لايمكن السكوت عنها وهي ان تركيبة العراق قسمت عليهم اكراد سنة شيعة وبدأ الكل بالسرقات المبرمجة بل بالنهب العام واختزال العراق كله في جيوب الفاسدين فالاجهزة الامنية امن مخابرات امن وطني استخبارات داخلية ودفاع لهم ولاولادهم بالنسبة للامن الوطني فهو بشكل تام وغير قابل للنقاش لابناء قيادات لحزب الدعوة وكذا جهاز المخابرات الوطني وبرواتب عالية جدا وبلا اي عمل مجرد ننظيمات حزب الدعوة وبدر تسيطر على هذين الجهازين لاسباب امنية واقتصادية كوظائف لابنائهم الكتاكيت وسفارات العراق كذلك لهم ولابنائهم ومقربيهم ورواتبهم الكبيرة والمتعددة مثل السجناء السياسيين الشهداء طبعا يقصدون شهدائهم فقط والمهجرين اي العوائل الايرانية المسفرة واهل رفحاء والرتب الدمج الكاذبة من عقيد الى فريق وبمرتبات ضخمة جدا في حين خريجي كليات العراق من الهندسة والطب والصيدلة والقانون ووووووو كلهم يتخرجون ليتحولوا الى عاطلين يبحثون عن عمل في مقهى او مطعم او تكتك او ستوتة لغرض العيش بحد الكفاف ان وجد العمل والا في الاغلب لايوجد وهذه الفوقية والطبقية خلقتها الاحزاب الدينية الموالية لايران لانها هي صاحبة القرار بالحكومة واما سياسي السنة فهم مجرد حلفاء وضعوهم جنبهم لاضفاء شرعية الحكم وممارسة الظلم على الجميع
رابعا — تقسبم العراق الى اثنية مذهبية وعنصرية
وهذا الشي لم يكن يرغب به اي احد فالدول لاتبني بهذه الطرق كما انهم من اجل دفع الناس جميعا للاشتراك بالسلطة من اجل الحماية لمصالحهم وشعورهم بالمشاركة الصورية وضعوا برنامج وهو القتل على الهوية والتفجيرات والخطف والاعتقالات وكي تتكلل وتنجح قامت المخابرات الايرانية بتفجير مرقد الاماميين عام 2006 وجسر الايمة من اجل خلق فتنة كبيرة ودفع الناس باتجاه المشروع التامري على العراق وتقسيمه اثنيا وطائفيا وكان سبب اغتيال الصحفية الزميلة اطوار بهجت هو لتوثيقها صور ايرانيين باشراف قاسم سليماني يضعون متفجرات داحل الامامين العسكريين عليهم السلام وبعد خروجها اختطفت واخذت كاميرا وموبايل منها وتم قتلها على الطريق العام وهذا التقسيم يدق اسفين العداوة بين العراقيين فرفضه المثقفين جميعا بل الاغلبية رفضته وبشدة فادرك الشعب العراقي خطورة الخارطة الايرانية لمسح العراق وحضارته وجعله مفتتا تابعا لولاية الفقيه التوسعية وهنا بدأت مرحلة جدا هامة من تاريخ العراق وهي مقاطعة العملية السياسية من قبل الاغلبية الشيعية والسنية املا باسقاط النظام السياسي والذي صنعه برايمر وسلم مفاتحه لايران كمساومات على بعض مناطق مساحات النفوذ الايراني بالمنطقة فامريكا تحتاج لايران وتعاونها في مجالات كثيرة وسنذكر ذلك تفصيليا بمقال منفرد والمقاطعة الشعبية بالانتخابات الاخيرة هي رسالة واضحة لرفض النظام السياسي برمته لكن ايران بغبائها وعنادها جلست ورتبت وزورت كي تنتج حكومة جديدة شكلت من اطراف مرجعية ثلاثة هم مقتدى الصدر وعمار الحكيم ومحمد رضا السيستاني النجل الامبر للمرجع السيستاني ومن ثم تم الاتفاق على رئيس وزراء توافقي وهو السيد عادل عبد المهدي والذي استقال بعد الضغوط الشعبية لثوار 25 اكتوبر وترك البلد في فراغ دستوري لكون الشعب يرفض كل المسميات الدينية والعرقية ولجا الى الوطن وقال نريد وطن فهو الصفاء وهو النقاء للكل
واخيرا نتمنى ان لايكون ما لاتحمد عقباه ويكون اثره وبيلا على الاحزاب وشخوصها ان مارسوا القمع والاغتيالات وكم الافواه للناشطين والاحرار قبل تدويل القضية وتدخل دولي قد نخسر فيه سيادة العراق وامنه وان ينظر الى المقاطعين بانهم اصحاب رأي هام ولهم الحق في الرفض او القبول لا ان يقفز على موقفهم بطريقه الضفادع ولا اقول ذلك الا للمصلحة العامة فعلى الحكومة والاحزاب الاستجابة لطلب الثوار الاحرار لانها الاعلام الحر المعبر عن امال العراق والامه وباعتبار الصوت الحر كاشفا نبيلا لعفوية الشعوب وعاكسا لرؤيتها والناطق بأسمها دوما كي يحقق الشعب العراقي صفاء الوطن ويعرض عن الصور المشوشة والمشوهة ليقود زمام نفسه ويحقق المرجو من العدالة ويقود العراق الى بر الامان باذن الله