بقلم: حميد عبدالله
يوم غد ستنتقل الحكومة العراقية بوزرائها ومستشاريها ومحافظيها الى الصين في سابقة لم تعرفها العلاقات بين الدول ، ولم تألفها قواعد واصول تبادل الزيارات بين الحكومات !
القائمة الاولى التي تم تسريبها من مكتب رئيس الوزراء تضم 31 مسؤولا لحقتها قائمة ثانية ب 24 آخرين ليكون العدد الاجمالي للوفد الحكومي ( الرفيع جدا) 55 من رجالات الدولة الذين سيطلبون العلم ولو في الصين!
واضح جدا ان الهدف الابرز من التوسع في عدد اعضاء الوفد هو للترفيه والاسترضاء والاسترخاء ايضا وليس لتحقيق مكاسب للدولة العراقية ، والا هل يعقل ان يجتمع محافظو البصرة والكوت والمثنى والنجف وكربلاء مع نظراء لهم في الدولة المضيفة لمناقشة امكانية خلق توأمة بين الرميثة والحي والقرنة ونظيرات لها في الصين ؟
لقد نجح الصينيون في استنساخ مدن سياحية وآثارية شهيرة في العالم ، وتأسيس نسخة طبق الاصل منها على الارض الصينية ليوفروا على شعب الصين عناء السفر الى تلك المدن ، فهل سيطلب عبد المهدي من وزرائه ومحافظيه نقل التجربة الصينية الى العراق!
شركة التعدين الصينية مثلا نجحت في انشاء نسخة طبق الأصل من القرية النمساوية المُدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي لـ”اليونسكو”، بمدينة هويتشو الجنوبية الصينية وبمساحة مليون متر مربع ، وبتكلفه تجاوزت نحو 6 مليارات يوان صيني!
كما بنت الصين نموذجا مصغرا لمدينة فلورنسا الإيطالية بسماتها الفنية والمعمارية التي تعود إلى عصر النهضة بمدينة تيانجين بشمال شرق الصين فهل تستنسخ حكومة عبد المهدي التجربة الصينية ، و تحيل تنفيذ التجربة الى مقاولين مرتبطين باحزاب سياسية نافذة ، وتكليف الفصائل المسلحة لحمايتها من عبث العابثين وتسلل الارهابيين؟
يبدو ان الضغوط السياسية على رئيس الحكومة دخلت في ادق التفاصيل ووصلت الى اصغر الامتيازات حتى ان رؤساء كتل ، وقادة احزاب عاتبوا عبد المهدي بسبب عدم وجود ممثلين عنهم في الوفد الحكومي المتجه الى الصين .
فراح الرجل يضيف من كل زوجين اثنين حتى امتلأت سفينة المنتفكي بكل الانواع الا النوع الذي يمثل العراق تمثيلا حقيقيا فهو غائب ، وسيظل غائب حتى تتفوق بغداد على بكين ، وحتى يطلب الصينيون الخبرة والمعرفة في التطور والنهضة والبناء من مجلس الاعمار العراقي الذي سيشرعه مجلس النواب بعد الانتهاء من سحب الثقة من نوابه الفاسدين والمارقين !!