رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
السبت,18 مايو, 2024

بقلم: كامل الدليمي … ” بورصة الانتخابات في الانبار “

                                                      بورصة الانتخابات في الانبار
بقلم: د. كامل الدليمي
افتتحت قبل ايام بورصة الانتخابات في محافظة الانبار الجريحة ليعلن المرشحين وكتلهم السياسية تسابقهم المحموم للوصول الى قبة البرلمان والظفر باربع سنوات قادمة ،  تمنح السراق حصانة ، وجهلاء القوم جاهاً ،  وتهب بعض الامتيازات المخملية لشخصيات تكاد لاتعرف حتى تعريف كلمة السياسة ،  وليس الخوض في غمار ها في بلد مثل العراق والذي اصبح ملعباً مفتوحاً لجميع عناصر  المخابرات الدولية لتفرض علينا اراداتها واجنداتها لترسخ مصالح دولهم على حساب ارادة العراق ومصالح شعبه .
الساحة السياسية العراقية اصبحت ملعباً لمنتخبات مخابراتية ودول كبيرة محترفة في اللعب السياسي ، يقابلها اداء بائس وارتباطات وولاءات متعددة لساسة العراق ، ومن يجهل الدور الذي من المفترض ان يلعبه قبل الخوض في العملية السياسية لايمكن ان يكون لاعباً حقيقياً ذو شأن  ومن يعتقد ان الانتخابات هي استحقاق محلي فقط دون التهيأ للمجابهه الحقيقية لمشاريع اعدت سلفاً لتمزيق العراق ارضاً وشعبا  يُعد مخطئاً .
نعم لقد فقدنا التنمية الوطنية والتنمية السياسية لنهيأ شعوبنا لمجابهه مايحاك لنا في دهاليز الظلام من قبل قوى الشر ومن تأمر معها ، وتحول الجزء الاكبر من شعبنا وبسبب عدم وضوح الرؤيا والتعمد في تجهيل الشعب واخفاء الحقائق الى شعب يتأثر  بالكلام المنمق والعهود والوعود التي يقطعها المرشح على نفسه قبل الانتخابات مضافاً لها دور المهوال (الهوسات ) امام الجمهور ليحصل على مبتغاه ويختفي بعدها ، متاهات سياسية كبيرة وتدخلات خارجية تكاد تكون هي المسيطرة على المشهد العراقي يقابلها  ضعف في  الاداء السياسي المحلي ، وتنافس احزاب للظفر بالمغانم يخرج في ذلك الجو  المشؤوم  اصحاب المال الفاسد للدخول للمعترك السياسي وضمان استمرار فشلهم لاربع سنوات قادمة ، يتبارون باموالهم ليضمنوا دخولهم الى قبة البرلمان .
ما افرزته المنافسات الانتخابية هذه المرة انها تخلوا من اي مشروع سياسي وتخلو من اي حلول في الافق لبلد بدا  ينسلخ من هويته الوطنية بل جاءت تلك المنافسات لتضيف جو من اليأس وتثبيط الهمم للناخب العراقي ، حيث اختصر التنافس على استعراضات اقرب الى مهرجانات للسيرك من خلال احتفالات فنانين وشعراء وتجمعات ضخمة تخلوا من اي جوهر وتعتني بالكم على حساب النوع والابتعاد عن ايجاد الحلول الناجعة لمصائبنا الجلل ، وهذا الكم الذي يحظر تلك الفعاليات لايعني انه مقتنع بالحظور بقدر كم دخل الى جيبه كي يحظر ، وعلينا ان نتوقف  هنا ونقول هل فعلاً مايفعله البعض في حملاتهم الانتخابية لايشكل خطراً كبيراً على عقول الناس ولايحول الجمهور الى وسيلة بالوقت الذي يعتبر الجمهور غاية عند كل البلدان المتحظرة وتنافسهم الانتخابي يعتمد بالاساس  على الارتقاء بالانسان على كافة الاصعدة .
متى نخرج من خندقة المصالح الذاتية الضيقة  والحزبية المقيتة ، الى فضاء المصالح الوطنية والمجتمعية متى نتعلم من تجارب الاخرين ان المواطن هو الوسيلة والغاية في آن واحد متى نعلم ان الانتخابات ليس (مودرن ) واستعراض ازياء لنثبت للعالم انا خرجنا من العباءة الاسلامية الى الفضاء المدني ، متى نحول الانتخابات الى تنافس مشاريع وليس تنافس في شراء العقول والذمم وان نتسبب في تخلف بلداننا وشعوبنا ، متى نعمل من اجل الخروج من دولة المكونات الى دولة المواطنة كي نحقق العدالة الاجتماعية ، عدالة الانتماء للعراق وليس للمذهب او العرق او المذهب او الحزب ، متى نعلم ان الانبار دفعت فاتورة دم وكرامة لايمكن ان يعوضها تفاهه بعض المتصيدين بعقول السذج من الناس ويصورا  انفسهم انهم المنقذين ، متى يعلم اهلي في محافظة الانبار تلك المدينة الشامخة التي مرغت انف المحتل بالوحل ان صوتهم اثمن من حياتهم لانه يمثل كرامتهم وامنهم واستقرارهم وعليهم واجب وطني وشرعي ان لايفرطوا باصواتهم مقابل مال بخس دراهم معدودة من المال الحرام ، وان لايغمسوا اصابعهم هذه المرة بالحبر ليختاروا ، بل يجعلوا اصابعهم تفقع عيون من تسبب بإيذائهم وتشريدهم وعدم السماح لعودتة الفاسدين  مرة اخرى باسم العشيرة او بالمال الحرام .
انا على يقين تام ان نجحنا هذه المرة بالاختيار سنختار امن الانبار واعادتها كرمزية لكل العراقين وان فشلنا لاسامح الله سنخسر كل شيء ماضينا  وحاظرنا ومستقبلنا ، فلاتحولوا محافظتنا الى بورصة لعديمي الذمم بل علموهم رغم عوزكم  انكم اكثر التصاقاً بوطنكم واحرص منهم للحفاظ على محافظتكم ، واكثر منهم كرامتاً لانكم انتم اصحاب القول الفصل ولن تتنازلوا عن قيمكم ومبادئكم مهما كان الثمن .

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.