رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
الأربعاء,1 مايو, 2024

بقلم : د.محمد صاحب سلطان … زعامة كواليس !!!

   زعامة الكواليس !!! 

بقلم : د.محمد صاحب سلطان

علمتنا خبرة الحياة والمعرفة بأن المدخلات الصحيحة لأي عمل أو نشاط أو فعل،سوف تفضي من دونشك الى مخرجات صحيحة،وكي تكون المدخلات متوافقة مع ما ننشد،لابد أن يحسّن الإنسان الإختيار،ويدقق فيما يريد الإقدام عليه،أي ببساطة،لابد أن يخطط لكل عمل يقدم عليه ولا سيما في إختيار أدواته البشرية إن كان مسؤولاً،ممن يقدمون له النصح والمشورة ويعينونه على الإداء الأفضل كي تبقى صورته بهية في أذهان من يمثلهم،مهما كبرت أو صغرت رقعة مسؤوليته ،،لأن هؤلاء المساعدون،يمثلون مرآة عاكسة لصورته، وكل تصرف يمارسونه،سلباً أوإيجاباً،ينعكس على إدائه وسمعته مباشرة،وأخطر مرحلة يمر بها المسؤول عندما يتحول الى سماع للكلمة التي يرغب ويطرب لها حتى وإن كانت صادرة من لسان منافق وما أكثرهم!..وإذا كان المسؤول من صنف من جلبته الصدفة،أو من أعد لغير ما هو عليه،نراه يسيج نفسه بمن يطبلون ويزورون الحقائق من حرباويي التوجه والإنتماء،الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف،يعزفون مزامير الولاء الزائف وهم في غيهم سادرون!،وكذا الحال بالنسبة للمسؤول الذي لا يعرف الناقة من الجمل،نراه يستخدم التجريب والتخريب في آن واحد،يأتي بمن يهواه القلب أو تفرضه عليه أجندات من أوصله لهذا المنصب المتعاملين بسياسة (شيلني وأشيلك)ضارباً عرض الحائط،الشهادة العلمية والكفاءة العملية،اللتان يفتقدهما أساساً،فكيف يأتي بمن هو أصلح منه وأكفأ؟ وبذا يدب الخراب في هيلمان سلطانه،ويميد به الحال الى أهواء النفس ومغالاتها من خلال ممارسة أدوار المسؤولية بواسطة الآخرين، إذ سرعان ما يتحول الى مجرد ديكور،أو صورة تظهر وتختفي بأمر (الحواشي أو البطانة) ممن يديرون لعبة الزعامة من خلف الكواليس، والغالبية تسرق وتنهب قبل فوات الفرصة،صفقات وعمولات تديرها أصابع تدعي الزهد والأخلاص وهي موغلة في الرذيلة والفساد، زمر قليلة العدد تحيط بالمسؤول،ترى وتسمع وتنطق بدلاً عنه،تتلاعب بالمقدرات كيفما تشاء ووقتما تشاء ،تستغل قربها ومدى الحاجة، لأن أولئك يعتقدون بالولاء قبل الكفاءة ،فترى حاشيتهم فيها من النطيحة والمتردية الشئ الكثير وبخاصة عندما يكون هذا المسؤول مثقل العيوب،لأن العين لا تريد الأرجح منها!..ومن يطالع اليوم قوائم المستشارين والعاملين في المكاتب الخاصة بالمسؤولين العراقيين ماذا يجد غير الأجواء (العائلية)وقد إنتقلت من بيوتاتها الى مواقع الأدارة العامة وصناعة القرار؟الذي غالباً ما يتخذ من دون الرجوع الى ذوي الإختصاص وأصحاب الشأن أن وجدوا،لأن العملة الرديئة تطرد الجيدة للأسف! وتلك هي المصيبة؟

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.