رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
الجمعة,17 مايو, 2024

بقلم: جمال الضاري … “ينتهي الارهاب في العراق بالافعال.. وليس بالاقوال”

 ينتهي الارهاب في العراق بالافعال.. وليس بالاقوال
مقالة جديدة للشيخ جمال الضاري رئيس المشروع الوطني العراقي في موقع مركز واشنطن لاستراتيجية الشرق الاوسط وفيه ابرز النقاط :
* تنظيم داعش الإرهابي ظهر وتطور ليصل من مجموعة قليلة من الافراد الى تنظيم احتل اكثر من ثلث مساحة العراق بسبب توفر عوامل كثيرة اهمها السياسات الحكومية الطائفية والاقصائية والتسلطية التي هيأت الاجواء لتقبل افكار متطرفة مقابلة من داعش تركزت على حالة الحرمان والاقصاء والابعاد والتخوين وغياب المصالحة المجتمعية وسيادة فرض الامر الواقع والحقد والانتقام التي قامت بها اجهزة الدولة وعاشتها المناطق التي استهدفها هذا التنظيم المتطرف.
*اي معالجة ومواجهة تستهدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابي نهائيا لن يكتب لها النجاح اطلاقا بدون معالجة جذرية حقيقية للاسباب التي ساهمت بظهور داعش بحكمة وجرأة في كسب واحتضان المجتمعات والمكونات المتهمة باحتضان الاٍرهاب وهذا لم يحصل حيث تركزت المواجهة فقط على الجهد العسكري فقط والذي اخرج هذا التنظيم المتطرف الى الصحراء والجبال والكهوف خارج المدن ليعيد تنظيمه او ليعود الى حالة الجمود والانتظار وتغيير استراتيجية استهدافه.
* الكثير من اهالي المناطق المحررة اصبحوا لاجئين ومشردين في بلدهم وهم بدون اي رعاية واهتمام من الدولة بعد تدمير منازلهن بسبب العمليات العسكرية اضافة الى اعتقال وتغييب وقتل الاف من شباب هذه المناطق الذين نجوا من بطش تنظيم داعش الإرهابي بحجج غير مثبوتة عليهم اي ان الذي حصل ويحصل الان هو ليس فقط تكرار لحالة الاحباط التي سببت ظهور داعش وانما خلق حالة تذمر اضافية ستساهم في تعقيد الموقف لو فكر هذا التنظيم المتطرف بالعودة للظهور تحت مسمى اخر اكثر.
* المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي تضمنت العديد من الاخطاء القاتلة وجميعها نبهنا عليها قبل بدايتها سواء كان ذلك من خلال معلوماتنا ورسائلنا للمسؤولين العراقيين او الامريكان وبعضها نشرناها في الصحف الامريكية ولم يؤخذ بها فان احتمال عودة داعش واردة جدا لان المواجهة مع الاٍرهاب الداعشي كان يجري تحويلها تدريجيا من مواجهة وطنية الى مواجهة طائفية وكان ولا يزال ذلك واضحا في ممارسات وشعارات بعض الفصائل بالحشد الشعبي خصوصا الموالية والممولة من ايران كما ان الوجود الايراني الواضح وخاصة لقادة الحرس الثوري الايراني تستغله عصابات داعش لمداعبة مشاعر سكان المناطق التي تستهدفها.
* ان الغياب الكامل للرؤية الوطنية المسؤولة للقيام بمصالحة مجتمعية تاريخية وشاملة والاصرار على نفس النهج الاقصائي الذي سبب ظهور داعش والاعتماد على العمليات العسكرية فقط في المواجهة والممارسات السلبية لبعض فصائل الحشد الشعبي واستمرار حيتان الفساد التي نهبت الدولة في سرقاتهم دون محاسبة سيساهم بعودة الاٍرهاب الداعشي اكثر عنفا وتطرفا.
* هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي ان هذه المجتمعات السنية المشار اليها لم تدعم داعش او القاعدة بل هي التي اكتوت بنارها وعانى سكانها من القتل والتشريد والاهانة وطالبت قبل ظهور هذا التنظيم بتسليحها لتقاتل هذه العصابات الارهابية ولكن السياسات الحكومية بدلا من احتضانهم وتسليحهم وتدريبهم وتكليفهم بمهمات مواجهة طلائع هذه العصابات لتقضي عليها قامت الحكومة بسحب كل الاسلحة الشخصية من السكان وجعلتهم فريسة لداعش وتركتهم القوات المسلحة وهربت امام العشرات من الارهابيين فوقعوا اسرى بيد هذا التنظيم الارهابي ولا احد يستطيع ان ينسى او ينكر المواقف البطولية التي قام ويقوم بها سكان حزام بغداد من شباب وشيوخ وعسكريين سابقين في منع تمدد داعش للوصول الى بغداد عام ٢٠١٤ ووقوفهم كالجبال امام اندفاع هذه العصابات الاجرامية ومع ذلك كانت مكافأة الحكومة لهم بان تم تهجيرهم ومنع عودتهم الى مناطقهم.

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.