نعم خطابي هذه المرة لكم، وأرجوا أن لا تصدوا عن خطابي لكم، لأن بعضكم قد توهم أني على خلاف معكم. أرجوا أن يسمح وقتكم لقراءة ما يجول بخاطري، بل ما يثور. فكتبت لكم من فرط ثوران مشاعري . علني أخفف منها.
أكتب لكم، ولا يهمني هنا رأي الآخرين أن توافقي معي أم لا. فأنتم اليوم أبطال المشهد، والتاريخ يسجل ما يجري وسيشهد .
فأقول لكم :-
١- نبارك لكم عمق إدراككم وعلو معرفتكم الدقيقة بمكمن سلاح المتظاهرين، فتوجهتم له حصراً، ولاغيره . فها أنتم تتعاملون مباشرة مع مكمن سلاحهم لانتزاعه دون إساءة للإبدان، أو للإملاك العامة. إذ تنتزعون أرواحهم من أبدانها العارية. تنتزعوها لانها مكنمن سلاحهم وسر قوتهم . فزيدوا قتل أرواح المتظاهرين ، لتجهزوا على مصدر سلاح المتظاهرين الحقيقي. عسى صوت الشعب ينتهي وعزيمته تخفت.
٢ – نبشركم بتعاظم الرعاية الغيبة لكم. فها أنتم تقومون بجهدكم وجهادكم ، لقتل المتظاهرين المسلحين بروحهم ، وتحرقوا خيامهم المريبة ، ولم يبصركم رجال الأمن ولا عناصر الشغب. ولم يمنعوكم، ولا يتابعوكم. فيا له من دعمٍ لكم،. وياله من مناصرة . فسيروا ولا خوف عليكم ولا مساءلة.
٣- لا تسمعوا للعالم ولا تبصروا لما يعلنون ، فكل إداناتهم لفعلكم وما تقومون به، هو ليس إلا قصر نظر العالم ، أو هو إنصياعاً مجبراً لوعدٍ ووعيد من مندسين ، أو أن العالم يخشى بطش المتظاهرين، استمروا بقتلكم للمتظاهرين، وفكروا بقتل العالم اذا ما تمادوا باستنكاراتهم ، نعم فلصبركم حدود، وما بقاؤكم مع المتظاهرين طلية المدة السابقة، إلا دليل صبركم وتصابركم .
٤- نبشركم نتائج جهدكم وجهادكم جبارة لإنقاذ العراق . فقد قتلتم ٢٠ متظاهراً في ساحتي التحرير والوثبه ، و١٨ متظاهراً في النجف الأشرف ، وأوقعتم مئات الجرحى. ومثلهم في الحبوبي وساحة التربية والديوانية والبصرة، وغيرها .
ونبشركم ولم يبقى إلا حوالي مليونين متظاهر في كل ساحة من ساحات التظاهرات. ” وفد إتلاثين مليون وراهم” أقتلوهم على عجل، حتى ينتصر العراق، ويعاود مسيرته النهضوية التي بدأت منذ التحرير عام ٢٠٠٣ .
٥ – نبشركم ، لم تثير أعمالكم حفيظة مراجع الدين الإسلامي لحد الآن، كما كنتم تخشون إلا ما ندر . أو ما قل تأثيره على جهدكم وجهادكم. فادانةٌ هنا وتنبيهٌ هناك وتذكير ، لاتضر فهي “بالريش” . إلا البابا، إذ صلى لهم ، وبذلك ثبت أن المتظاهرين غير مسلمين، وقد يكونون تابعين للبابا . ليش لا، فبعضهم تابعين للسفارات، والباقي لو بعثية صدامية تكفيرية قاعدية حامضية داعشية، لو “مدري شنو” .
٦ – ونبشركم بثبات القوى السياسية كافة على عهدها معكم . فلا ” سني غضب عليكم، ولا شيعي زعل منكم ، وإخونه الكردي حاير ابوك نفط كركوك، ومناطق ينزع عليه كلشي “.
٧- نبشركم ” تره مو كل شيوخ العشائر ويه التظاهرات” ونبشركم ” تره بينهم هنا نص وهنا نص”. ونبشركم “بعد أكثر جماعتكم متابعين المايجي منهم وياكم”.
٨ – كل الظروف لصالحكم ، فهنيئاً لكم. فالحكومة القديمة “ماعليها” ، والحكومة المكلفة “بعدها ما إشتغلت”. والبرلمان “عند عطلة نص السنة، البارحة خلص أمتحان “. والأحزاب “دايخه بالتشكيلة الجديده”. ورئيس الجمهورية “دا يرعى، أي غير هو راعي الدستور”. والدستور” باقي، وعطوره بالبخور”.
٩ – وقبل أن أختم انبهكم لأمور لابد أن تأخذوا لها الحساب اللازم ، ومنها :-
أ – إهدموا المدارس والجامعات حتى لا يبقى عندنا طلبه ، فقد تبين أن الطلبه هم مصدر الوعي، ومنجم لإدامة زخم التظاهرات .
ب – إمسحوا الألوان الأحمر والأبيض والأسود والأخضر من لائحة الألوان المعتمدة ، فهي ألوان العلم العراقي، والعلم العراقي راية المتظاهرين التي تزعجكم وتزعج…. ؟؟؟ .
ج – ننصحكم أن تفكروا بذبح نساء العراق، فهن اللواتي أنجبن المتظاهرين .
د – ضعوا يدكم على البنوك فوراً. فوجود “ربع دينار، أو دينار لو دينارين” بجيوب قتلى شباب التظاهرات، هذه خدعة مفبركة فلا تنطلي عليكم، فالحقيقة تؤكد إنهم قد ودعوا أموالهم في البنوك ، ويتظاهرون بأنهم فقراء بهذه الفبركة ، ليستعطفوا السذج من شعبنا والعالم . “ها ها… تره وعينا اللعبه وبعد ما يعبر علينه شيء”.
٩- وختاماً إليكم خطة استراتيجية لإنهاء تظاهرات الساحات ، ووفق الخطوات التصاعدية التالية :-.
أ – ازيحوا ساحات الحبوبي بالناصرية وثورة العشرين بالنجف والتربية بكربلاء أولاً ؛ فالمعلومات الواردة من بين المتظاهرين أنهم من ساحتي الحبوبي وثورة العشرين يستلهمون مواقف العز والصمود لرجال ثورة العشرين، فيتعكزوا عليها. ومن ساحة التربية يستحقون التربية والتعليم بحب الوطن.
ب – وازيحوا ساحات محافظات بابل و الديوانية والمثني وميسان، ثانياً ، فهي تعزز الماضي بالحاضر .، وتناصر بعضها وتتناصر.
ح – ثم أزيحوا ساحة الوثبة، بالخطوة الثالثة وقبل الأخيرة . لتجهظوا وثبة الشعب، لأن الشعب إذ وثب، فالأمر سينفلت من أيديكم .
د – وأخيرا ازيحوا ساحتي التحرير والميناء بوقت واحد . لتنهوا تحرير العراق، فساحة التحرير كانت عنوان التحرير، وفيها علق العملاء. ولتمنعوا إنفتاح العراق على العالم، فالعراق والعالم تداخلا عبر موانيء البصرة الفيحاء التي تبسم العراق للعالم دوما من خلالها.
وبذلك يا أيها الإخوة الأعداء، ستنهون حراك الشعب العراقي، وتقطعون الطريق عمن يريد تغيير حالة النشوة التي تعيشوها منذ ٢٠٠٣- عفواً التي يعيشها العراق – والتي أضحى العراق بها أفضل بلد بالعالم، وجوازه الأرقى، وشعبه الأكثر سعادةً ووحدةً وتماسكاً وتكاملاً. وأمواله الأكثر حفظاً. وهيبة الأكثر علولاً بالمنطقة وعالمياً. وتراثه محفوظ لحد الذي أخجلنا حمورابي ونبوخذنصر من كثر شكرهما لنا.
ولذلك وجدنا أنفسنا مضطرين، أن أذكر بعض ما تستحقون، فكتبتُ لكم ؛ أيها الأخوة الأعداء قاتلي شعبنا ، وللفرحين بهم ، مع “تقدير” .