بقلم: السيد حسن الموسوي
أصبح الوضع السياسي في العراق بين حالتين لا ثالث لهما
اذا تتجلى الحالة الاولى في انتظار الانتخابات المزمع اجرائها في منتصف العام المقبل وما يشوبها من الخوف وعدم الاطمئنان ، فغالبية الشعب العراقي يعلم جيداً ان الاحزاب الفاسدة ستُزَوِر الانتخابات مثلما فعلت في السابق وهذا بحد ذاته يؤدي الى مزيد من الخراب والدمار والاجهاض على ما تبقى من مفهوم الدولة العراقية التي تاسست عام ١٩٢١م .
والحالة الثانية هو الاستقرار الرئاسي الامريكي الذي لم يحسم بشكل كامل ، حتى انقضاء المدة الدستورية مع الخلاف الكبير القائم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومؤيديهم ، فالجميع يترقب ما ستمخض عن النتائج النهائية للانتخابات وهذا ليس على المستوى الامريكي فحسب وانما على المستويين الغربي والعربي .
لذلك سيبقى الشعب العراقي المنتفض ضد الطبقة السياسية التي حولت العراق ومقدراته الى بقرة حلوب بيد القتلة والفاسدين والسراق والمأجورين، ينظر الى الحالتين آنفة الذكر الانتخابات العراقية المزمع اجراءها في ١_٦_٢٠٢١ او ما ترسو عليه الحالة الامريكية التي ذكرناها،
ان الشعب العراقي اليوم يمر باسوء حالاتة وهو تردي الحالة الاقتصادية وانعدام الأمن وحالة اليأس من ضمان مستقبل ابنائهم، فان غالبية الشعب العراقي يرفض الوجود الايراني في العراق مثلما يرفض الوجود الاجنبي اي كانت جنسيته ، وبنفس الوقت يطلب المساعدة من الدول الاخرى لطرد المليشيات الموالية لأيران، والاهم في تلك الحالتين…
ماذا يفعل هذا الشعب المظلوم الذي زجته الاحزاب السياسية في معركة هو ليس جزء منها ، فايران تفرض ارادتها على العراقيين لتصفي حساباتها مع امريكا على ارض العراق لغرض تدمير ما تبقى منه.
لقد صحى العراقيون من سباتهم وعرفوا اللعبة جيداً وادركوا تماما ان هناك مؤامرة قد حيكت ونفذت ولا تزال ضد هذا البلد العريق،
لكن السؤال المطروح هنا … ما هي الحلول لخروج العراق من هذا المستنقع بل البئر العميق الذي لا ينظر الى نهايته بالعين المجردة؟.
هناك من يطالب بتقسيم العراق وهذا المطلب لايقبله اهل العراق الحقيقيون فهم اهل مباديء وتاريخ ونسيج اجتماعي وعشائري وموارد اقتصادية مشتركة والتي لايمكن لأحد الغائها وكذلك يؤدي التقسيم الى ولاءات خارجية من الطرفين وهذه الولاءات معروفة وقد تكون نهايتها الحرب الداخلية في العراق او ما يسمى الأقاليم،
الموضوع كبير جداً وهذا ما خططت له دولة الولي الفقيه في ايران بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وهو تدمير العراق بالكامل ولهذا لا توجد اليوم في العراق حلول واضحة للخروج من محنته الكبرى.
ان الذين يدعون الى وحدة العراق وسيادة العراق واختيار قراراته أغلبهم مطاردون مستهدفون خارج العراق وداخله وان الاماكن التي يعيشون فيها لا تسمح لهم بممارسة نشاطهم السياسي وغيره بشكل واسع ومؤثر وانما هناك قيود وضوابط .
ان الحل الكفيل لتحرير العراق من هذه القيود هو ( وحدة الشعب) بكل ا طيافه ومكوناته والتفافه حول رجال المعارضة العراقية الوطنية برؤية واضحة وقيادة واحدة .