العراق والمصير المجهول الذي ينتظره
بقلم : سارية العمري
يقال ان احد الملوك خرج يتفقد المملكة فمر على اهل القرية فوجدهم يشربون من نهر ماء نتن ، فأمر الحاشية ان يجلوا زير الذي يسمى بالعامية ( حب ) ويضعوا فيه الماء ليشربوا الاهالي منه ..وعندما جاءوا بالحِب ، قال احد الموظفين : هذا الحِب يعتبر من الأموال العامة وعهدة حكومية ويجب الحفاظ عايه لذلك نحتاج الى حارس يقوم بحراسته ونحتاج واحد يمليه بالماء كل يوم وبهذه الحالة نحتاج الى ( 6 ) حراس و ( 6 ) عمال يتناوبون عليه بالاسبوع ، وبعدها قال احد الحاشية : ان الحِب يحتاج الى حبل وطاسة واذا اصابه ضرر نحتاج احد يصلحه … وهنا لازم نعيين فني وهنا بادر موظف خبير متعمق فقال : بهذه الحالة نحتاج الى شعبة حسابات حتى تصرف للموظفين عن ادارة ( الحب ) الى رواتب !! فقال احدهم : من يضمن هؤلاء الناس سيشربون من هذا الحب بانتظام ؟؟ .
وعليه نحتاج من يتابع احوالهم ويشرف على العمل ، فتم إنشاء شعبة لشؤون العاملين وفتح سجلات حضور وانصراف للعمال !! فقال اخر لدي اقتراح ؟ يستوجب فتح شعبة قانونية حتى نحاسب المقصرين بعملهم وعندما وافقوا على مقترحه ، صاح احدهم ” يجب ان نعين رؤساء اقسام لهذه المجموعة وان يقود هذه المجاميع موظف كبير يدير العمل !! وبعد مرور سنة على زيارة الملك لهذه القرية ، شاهد مبنى فخم ومنور وعليه لافتة كبيرة كتب عليها ( الإدارة العامة لشؤون الحِب ) وعندما دخل المبنى الضخم شاهد غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب ورجل مهيب شعره مشيب يجلس خلف مكتب كبير وأمامه قطعة مكتوب عليها “الأستاذ مدير عام شؤون الحِب” فتساءل الملك عن سر هذه الدائرة وهذه الإدارة الغريبة التي يسمع بها من قبل ، فاخبروه الحاشية الملكية : يا مولاي كل هؤلاء الموظفين تم تعيينهم لادارة شؤون ( الحِب ) الذي امرت بوضعه للناس عند زيارة العام الماضي !!
المفاجأة الكبرى … عندما تفقد الملك ( الحب ) وجده فارغ ومكسور وبجنبه الحارس والسقا ن، فوجدهم غارقون في نوم عميق وقد شاهد لافته كبيرة ملصقه على الحب ، كتب عليها : ” تبرعوا لإصلاح الحِب من اجل الفقراء مع تحيات الادارة العامة لشؤون الحِب ”
رباط السالفة يوجد في العراق ( 3 ) رئاسات وبرلمان ومجالس محافظات ومجالس بلديه ، والعراق مثقل بالديون ويسوده الخراب والدمار ، والشعب العراقي لايعلم اي مصير مجهول ينتظره ، ولايعلم مصلحته اين تكمن …. هل تكمن في التظاهر ، أم في اختيار من يمثله في البرلمان ؟ أم يلجأ الى طرق أخرى لكي يتخلص من السراق والمخربين الذين عاثوا في البلد فسادا … أم سيتنهي به المطاف كما حصل ” للحب المكسور ”