الحوزة الماسونية بين عبد الحليم الغزي ومنهج الطوسي
بقلم : د. صلاح الفريجي
قد تغير الحقائق وتقلب الموازيين وتنهال الالقاب المقدسة والمتقدسة على رجال دين في بعض الحقب الماضية او حتى الملوك والسلاطين، لكن لو كنا نعيش حقبهم او كانوا يعيشون معنا الان للعناهم وتنصلنا من مبادئهم وافكارهم التي طرحت آنذاك لاعتبارات الوقت والوعي وتوفر الادلة والمصادر، وهي طبيعة كل مجتمع، حيث نجده يسير نحو التكامل العلمي والمعرفي لكن ما حدث قديما لا يدل على القصور في الفهم وانما التقصير في المنهج والاعراض المتعمد عنه في سبيل مصالح عامة كما يعتقدها القاصر، في حين انها مصالح خاصة واتجاهات مرضية لدى الحكام آنذاك، وهذا الهدف اطلق عليه بـ(الهدف البائس) الذي وضعه ما يسمى بفقهاء الامامية وهو ما يرضي اهتمامات العوام ولا يسخط الحكام والذين كانوا ومازالوا يتنفرون من منهج امير المؤمنين الامام علي (ع) لأنه منهج صعب بمقدار لا يحتمله احد حتى الصحابة المقربين من رسول الله (ص) فقد اعترضوا على المنهج بل وصلت بهم الحال لشن حرب على علي (ع) او تحريك عوام المسلمين الجهلة ضده كـ(قضية قميص عثمان) و (واقعة الجمل) و (صفين) ورفع القرآن على يد حفظته من اصحاب الجباه السود المارقين من النهج والشريعة في النهروان، فالأقسام التي حاربت علي (ع) لم تستهدفه شخصيا بل استهدفت المنهج والاصالة الاسلامية، وان كان العداء تحول فيما بعد لشخصنة كما قيل لسيد الشهداء الحسين (ع) حينما احتج عليهم يوم واقعة كربلاء قائلا لهم: (( أتطلبوني بدم لكم ارقته او شريعة بدلتها ؟؟ )) فكان جوابهم: (( انما نقاتلك بغضا لأبيك !!! ))، وأدى هذا الحقد على المنهاج فيما بعد لقتل ومطاردة واقصاء ذراريه وانصاره والمتمسكين بنهجه المحمدي الأصيل واستهداف الفكر والاصالة النقية ووضع بديلا لها وهي الطريقة التوافقية السياسية والتي تحابي الحكام وتخضع الاصدقاء بالمطامع كما في طلحة والزبير حينما خرجا في واقعة الجمل مع عائشة بحرب البصرة وهذا الطريقة كانت ومازالت قائمة في المناهج العقدية ولعل اهمها هي ما سنذكره في مقالنا وهو منهج الاصالة والوضوح وبالأدلة للشيخ عبد الحليم الغزي صاحب قناة القمر.
وقبل ذلك لابد ان تفهم الرجل وكيف تشكل منهجه ؟ وممن اخذه ولماذا هذه الاشاعات والتسقيط والتهديد والوعيد وتحريك غالبية الجهلة والهمج ضده ؟ فهو شخص اتهم بشتى التهم وافتري عليه كثيرا كنت قد عرفته في مدينة قم الايرانية وحضرت بعض دروسه، فهو العلامة الشيخ عبد الحليم الغزي الجنوبي والذي ينحدر من قبائل قحطانية يمانية اصيلة في جنوب العراق وكان هذا الشاب الثلاثيني قد هز اركان المدينة المقدسة قم بأفكاره وتأملاته والتي عجزت الحوزة عن رده الا بالتآمر على الرجل والاشاعات كما هو ديدنهم حين العجز عن الردود المقنعة، وكانت وما زالت الحوزة العلمية في قم – والتي تحتوي قبوراً لآل البيت (ع) واهمها قبر ومرقد السيد الطاهرة فاطمة ابنة الامام موسى ابن جعفر (ع) – تعمل بنهج غريب لكل من يعترض او ينبس ببنت شفه متعرضا لمنهجهم والذي هو عبارة عن افكار خليطة غير متجانسة بالواقع وبعيده عن روح الدين الاسلامي والتشيع العلوي فالشيخ محمد ابن الحسن الطوسي يعتبر مؤسس الحوزة العلمية بالنجف الاشرف لكن كان منبع اصله العقدي شافعيا، وهو اول من ادخل علم الاصول وكتب فيه نقلا عن الشوافع واصولهم بالنص فما سمي بشيخ الطائفة الشيعية وهو الطوسي انما كان شافعيا بامتياز، وقد اسس لمنهج هجين سمي فيما بعد بالمنهج الشيعي وهذا المنهج تلاقفته ايدي الحكام من البويهيين والصفويين واخيرا نظام ولاية الفقيه والتي لا تصلح ابدا في أي عصر لان النصوص تشير الى الولاية للأنبياء والائمة المنصوص عليهم دون غيرهم !!! فالكيان الطوسي لا يتقبلون الاعتراض ولا النصوص الصحيحة الا فيما يتلائم مع فكرهم الهجين والغريب لذلك تراهم استخدموا شتى الوسائل للنيل ممن يخالفهم، فتارة التسقيط الاخلاقي والطعن بالسلوك والضرب وحتى القتل، وسأفرد مقالات خاصة في اساليبهم والتي يبررونها بان من يطعن بهم فهو قد طعن بالمذهب الشيعي فكل شيء مباح لهم لانهم مقدسين او مبرقعين بالتقديس كي تضفى لهم الشرعية شرعية القتل والسرقة والتسقيط وهذا المنهج الشيطاني انما هو مبرر لديهم شرعا كما حدث من قتل لبعض العلماء والطرد والجلد والتسقيط وما حدث في منطقة الزركة وكربلاء والناصرية لشباب كان قد اعترضوا على طريقة اداء مرجعية النجف، بل وصل بالمعممين في مكتب السيستاني بأن يشكلوا وفدا ليلتقي د اياد علاوي رئيس وزراء العراق آنذاك ويعطوه اذنا شرعيا بقصف حرم امير المؤمنين (ع) لقتل مقتدى الصدر وانصاره داخل الحضرة العلوية، وقد ذكرها الدكتور اياد علاوي في مقابلة صحفية وقائلا (( لقد ذهلت من اقتراحهم لما سمعتهم يطرحون ذلك علي وضربت يدي بقوة على الطاولة فكسرت يدي اليمنى ورفضت مقترحهم مطلقا لأنه لا يدل على انهم يهابون المكان وله قدسية في نفوسهم )) لكنهم يتهمون كل من خالفهم بانه ماسوني ومرتبط بالمخابرات الدولية كما حصل للشيخ عبد الحليم الغزي حين اراد تجديد الفكر والعودة الى النصوص والأصالة وغيره مثل الشيخ يوسف البحراني صاحب كتاب الحدائق الناظرة والذي طرد من النجف وكفره المرجع آنذاك الشيخ الوحيد البهبهاني، و كذا اغتيال العلامة محمد الموسوي الاخباري في الكاظمية بطريقة بشعة والتمثيل به وتقطيعه بالقامات والسكاكين وفي الحضرة الكاظمية بفتوى المرجع آنذاك الشيخ موسى نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء لذا فهم يعتبرون انفسهم وكلاء للائمة المعصومين (ع) وكل من خالفهم اعتبروه ماسونيا يريد تهديم التشيع الطوسي لان هناك تعارضا بين التشيع العلوي الاصيل والتشيع الطوسي الهجين فالذي يزور الحقيقة وينهب اموال المسلمين ويستحل الخمس والتصرف فيه ويمتلك العقارات ويقيم هو وذراريه بالغرب ويجلس مع كل المحافل الدولية وله ارصده ويقيم بأميركا و أوربا ويعبث بالمليارات ويذل الشيعة والاتباع وطلبة العلوم الدينية من اجل ترويضهم هذا ليس ماسونيا بل هو شيعي اصيل ! ومتبع المنهج الطوسي السقيم والذي يحذف روايات اهل البيت ع ويضعفها ويلغي تراثهم ويقتبس من الشوافع والمذاهب الاخرى ويعمل للبويهيين والصفويين وولاية الفقيه وللشاه العميل ويكرمه ويتبادل مع رامسفيلد الهدايا وكولن باول وبوش هذا ليس ماسونيا بل شيعي اصيل !
وبالمقابل الذي يرفض هؤلاء ولا يعمل بمنهجهم يكون عميلا للدول ويفتى بتكفيره وتفسيقه واخراجه من الملة !!!! وما من يحافظ على دينه واصالته طبعا سيتهم بانه ماسوني عميل للدول فالشيخ الغزي طرح منهجا اعاد روح التشيع الى جذوره وقد نختلف معه في بعض ما يطرحه من افكار، لكن الحقيقة انني كمتابع له بدقة تيقنت ان الرجل حاول لأبعد حدود العقل الممكن وبالأدلة تنقية الفكر والنهج الشيعي الاصيل والرجل دفع اثمانا وبذل جهودا كبيرة جدا بالاتجاه الصحيح فبرغم انه اقام في بريطانيا الا انه بقى محاصرا تارة بالإشاعات وتارة بالأموال ومنع المتبرعين لدعم قناته المودة (اصبحت القمر فيما بعد) والتي كان مصدرها انشاء مشاريع عمل بسيطة من قبل اتباعه والمؤمنين به لدعم الفكر الاصيل وهذا انا اعتبره انجاز كبير يحسب للرجل لأنه استطاع ان يقف بوجه المشروع المشوه للطوسي وكاظم اليزدي ومرتضى الانصاري والخوئي والذين يعتبرون اعمدة الحوزة الطوسية واركانها واستطاع بل اعجز الكل عن مناقشته ورد ما طرحه من اشكاليات على المنهج الهجين المشوه فقوبل بالتسقيط والاستخفاف والاشاعات وانه رجل الماسونية واسرائيل والمخابرات الاميركية علما بانهم مارسوها جميعا بالسر والعلن وبوقاحة كونهم احفاد واصهار المراجع بل كل ما يحدث لهم وشؤونهم من علاج وعمل ودراسة واستثمار لهم ولاسرهم في العمق الغربي فهم خطوط حمراء لايجوز المساس بهم فهم ابناء الله !!!!
وان كانت الماسونية هي العودة لآل محمد فحن ماسونيين
وان كانت الماسونية هي العدالة بالاستحقاقات الشرعية المالية فنحن ماسونيين
وان كانت الماسونية هي عدم تغرير العوام و عدم الضحك على الذقون والتغرير بهم و عدم الخداع بالتقديس الديني وسرقة ونهب اموال الفقراء فأكيد الماسونية ستكون مثالا رائعا افضل من الحوزة الطوسية المشوهة والجاهلة والعاجزة والتي تحمل بصمات اجنبية تحاول اخضاع الكل لسياستها وفكرها المشوهين فتحية وتقدير للمتميز بالأداء والالقاء والعلم الباحث عبد الحليم الغزي لأنه كشف الكثير الكثير مما كنا نجهله وكنا قد غرر بنا وبآبائنا واجدادنا لسنين خلت حين كنا نقدس تلك العمائم الشيطانية القابعة في النجف وقم والتي شوهت بل اضاعت فكر اهل البيت عليهم السلام النقي الطاهر لتستبدله بعلوم اخرى لتزور الحقيقة وتخدعنا مئات السنين بمناهج مشوهة لا تمثل الاسلام فضلا عن التشيع والاصالة !!!!!