الحثالة.. يخلفون.. زبالة
ا.د.ضياء واجد المهندس
مات الملك فيصل الثاني و لم تكن له ثروات و املاك..و عندما اغتيل الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن يملك سوى ٧٥٠فلس، و لم يملك دار، بل تبرع بارضه في الصويرة لتكون مدرسة اعدادية لازالت شاخصة لحد الان ..و بالرغم من قصر حكم عبد السلام عارف و شقيقه عبد الرحمن عارف الا ان ما يملكانه محدود ؛و سبق ان تعرفت على ابن عبد الرحمن عارف و كانت امكانياته بسيطة..اما الرئيس احمد حسن البكر فإنه عسكري مسلكي ؛لم يُعرف عنه الإثراء و لا اي طيش لابنائه اثناء فترة حكمه.. لقد ظهر استهتار أبناء الرئيس و العائلة عندما كبر ولدي الرئيس صدام حسين ؛؛عدي و قصي ؛؛..
وعلى الرغم من كثرة ما قيل في بذخ صدام و ثروته ؛؛فان الحقيقة التي لا يمكن تكذيبها في كونه شيد مجموعة من القصور الرئاسية كاملاك دولة ، و لولا هذه القصور لكان ساسة المحاصصة و الفساد يقودون البلاد من كرفانات او من بيوت ايجار ..خلال ١٧ سنة خلت.
تنتشر الان بين عامة الناس استهتار و عبث أبناء المسوؤلين و قادة الكتل و الاحزاب و كأن البلد ضيعة لابائهم او ملك لاجدادهم…
لقد مللنا الحديث عن سوء خُلق أبناء المسؤولين في الخارج و استهتارهم والإساءة لعراق التاريخ و الحضارة و القيم الذي لايربطهم به شيء سوى جواز سفر دبلوماسي احمر، و ملايين من الدولارات الخضراء ،و أطنان من الذهب الاصفر الذي يعبثون به في لياليهم الحمراء في الملاهي و البارات و الفنادق الذي استملكوا الكثير منها في امريكا و اوربا و روسيا و أذربيجان و بيلاروسيا و لبنان و مصر و تونس و المغرب …
ايقنت ان العراق بيد أشباه العقلاء و سادة الجهلاء،عندما قال رئيس وزراءالعراق الأسبق؛
(ان القوات الامنية عجزت عن اعتقال مقاول متنفذ ينتمي لتيار سياسي ؛ فأرسل ابنه فأتى به مكبلا).
لقد ابتلنا الله بقادة لا يفقهون في القيادة سوى التنازع على الكراسي، و لا يفهمون في الإدارة سوى الاقتتال على المصالح و الاموال ،حتى أصبح العراق تحت ادارة ( اقطاعيات السياسية ) يديرها مجموعة من الاقطاعيين الجدد الذين لم يكونوا سوى قطاعي طرق ،و متسولي طرقات و إعانات في أوربا و إيران و سوريا.
عندما اسمع من مقربين لسراق العراق عن املاكهم و ثرواتهم و اسرافهم ينتابني الغضب و الالم و الكدر لما وصلنا اليه ،و خاصة و أن افضلهم لم يكن يملك شقة ،بل اترفهم يسكن شقة مؤجرة او استوديو لا يسع لاكثر من بضعة كراسي .. أما الآن فباتوا يملكون إحياء و منتجعات و فلل و عمارات و قصور ..
تقول لي خاجية دائما : إن المشكلة ليس في السياسيين ، بل في التابعين لهم ،فكثير من الناس مغيبين ،رغم تهميشهم وفقرهم المدقع تراهم مناصرين للفاسدين . حتى كأن جموع المؤيدين طائعين لقادتهم اكثر من اطاعة المسلمين لمحمد (ص) و لأمير المؤمنين (ع)
لقد استباح الفاسدون بلادنا و ثرواتنا، ماضينا و حاضرنا ،قيمنا و أفكارنا..
و لا نستغرب أن يرث حكم العراق ثلة من أبناء السراق، و سيصفق و يهتف لهم اهل النفاق، و نبقى في خلافة الحثالة و ورثتهم الزبالة ..
يارب العظمة و الكبرياء و الجبروت انصرنا على كل ظالم و طاغوت…..
ا.د.ضياء واجد المهندس مجلس الخبراء العراقي