أكد خبير النفط عصام الجلبي، في مقابلة مع “العربية”، أن التصريحات الروسية فيما يخص النفط تعتبر غير قابلة للتطبيق وتندرج تحت الحرب الكلامية مع المنتجين الآخرين.
في إشارة منه إلى تصريحات وزير المالية الروسي يوم أمس، حين قال إن روسيا قادرة على تحمل أسعار نفط منخفضة لمدة 6 إلى 10 أعوام.
في المقابل صرح الكرملين أنه من المرجح أن يستمر تقلب السوق الناجم عن انهيار أسعار النفط لفترة، لكن التقلب كان متوقعا وجرى وضعه في الحسبان.
كل هذه التصريحات تندرج، وفق الجلبي، ضمن الحرب الكلامية بين المنتجين إذ لا يمكن لروسيا أن تتحمل سعر برميل نفط يتراوح بين 20 و25 دولارا للبرميل لفترة طويلة كما ادعت.
ولو كان كذلك لما أشارت روسيا إلى أنهم سيلجأون إلى الاحتياطي النقدي، وبيع ما لديهم من أصول بغرض تعويض النقص في الإيرادات النفطية، على حد تعبير الجلبي.
خبراء: الجميع خاسر من حرب الأسعار
وفي كلتا الحالتين، يرى الجلبي أنه إذا استمرت أسعار النفط عند مستوياتها المتدنية الحالية، فذلك سينعكس بدون أدنى شك على ميزانيات الدول ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية وروسيا، بل جميع الدول المنتجة للنفط بدون استثناء.
وردا على سؤال عن سبب ارتفاع أسعار النفط الذي أعقب إعلان السعودية قرارها بزيادة الإنتاج إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل، أوضح الجلبي أن الهبوط الذي شهدته أسواق النفط يوم أمس كان غير متوقع ومفاجئ للمحللين كونه لم يحدث منذ حوالي 30 عاما، لذا فإن التحسن البطيء في الأسعار هو أيضا “مؤقت”، لأنه يعتمد على ما سيصرح به المسؤولون من الجانبين السعودي والروسي.
وباعتقاده، فإن الحرب الكلامية بين المنتجين ستستمر لمدة زمنية ليست بقصيرة.
دول أوبك تفقد نصف مليار دولار يومياً
تفيد حسابات أجرتها رويترز أنه في ظل فقد النفط أكثر من ثلث قيمته بين عشية وضحاها بعد انهيار تحالف أوبك+، تنزف الدول الأعضاء في أوبك أكثر من نصف مليار دولار يوميا بسبب فاقد الإيرادات.
ففي معظم الحالات، يتصدر النفط قائمة مصادر الدخل بالنسبة لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وسيفرض مثل هذا النزول الحاد في الأسعار ضغطا على اقتصاداتها، وبعضها بالفعل، مثل إيران وفنزويلا، على حافة الهاوية.
وتكبدت العقود الآجلة لخام برنت خسارة كبيرة بنحو 31% لتسجل 31.02 دولار أمس الاثنين، وهو أدنى مستوى منذ منتصف فبراير 2016. وعند هذا المستوى المتدني، تكون الأسعار متراجعة حوالي 20 دولارا للبرميل عن ذروة ما قبل اجتماع أوبك وحلفائها في السادس من مارس.
ووفقا لحسابات رويترز، يعني هذا أنه في المجمل، وبناء على متوسط إنتاجهم في فبراير، فقد أعضاء أوبك إيرادات بأكثر من 500 مليون دولار.
تتجلى الخسائر بشكل أكبر بكثير عند مقارنتها مع المستوى المرتفع الذي بلغه برنت في يناير عند 71.75 دولار للبرميل.
كانت أوبك تدفع في اتجاه زيادة التخفيضات الحالية مع حلفائها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا إضافية إلى أكثر من 3 ملايين برميل يوميا حتى نهاية العام.
ورفضت روسيا المقترح، مما تسبب في انهيار التحالف واندلاع حرب أسعار على الحصص السوقية. وقالت نيجيريا والجزائر، العضوان في أوبك، اليوم إن انهيار الاتفاق سيعود بالألم على المنتجين.
Volume 0%