الامة العربية بين أيتام المماليك وفتية الخيام
بقلم: د.إسماعيل السامرائي
ان حكام التفرقة اللئام الذين دأبوا على التغاظي عن مآسي وويلات بني جلدتهم واخوانهم في الشعب العربي المبتلى بهم وتفرجوا على جراحهم بل وساندوا من ظلمهم على يد نظرائهم اضحوا اليوم اكثر من ذي قبل مخالب للشر وجب بترها ونسال الله الخلاص منها,
وان صدقنا مع انفسنا ودرسنا واقعنا المرتهن جيدا فلن يتحقق للامة ذلك الا على يد الابطال من جيل الخيام والآجام الذين سيخرجوا وينفضوا تراب الذل عن جبهة امة العرب الممزقة كما تصدى لها من قبل اسلافهم من ايتام الحروب المماليك بالعهد العباسي الثالث المتهالك والممزق كحالنا الاليم اولئك الفتية اولي القلوب الحديدية الذين خسروا اهاليهم ومنازلهم ومدنهم وكل شيء وهجروا كحال فتية الامة اليوم, قد تدربوا حتى اشتدت اعوادهم ووزعوا لغرض حماية ملوك الامصار حتى سقطت دولة بنو العباس واخذ اولئك الحكام الجبناء الرعاديد يرتذلون ويتذللون للغزاة كحال احفادهم حكامنا اليوم خشية على عروشهم ومصالحهم وامروا بعدم الالتفات لما يجري من حولهم,
فكان لها الاشاوس الغيارى ممن ليس لديهم ما يخشى عليه ويخسروه بعد كرامة امتهم انهم فتية ابطال يهيأهم الله وان اراد شيئا هيأ له اسبابه وما اجدنا منها انما من تجعلهم المحن وظلمها اناسا من طراز خاص تصقل نفوسهم باتجاه الثبات ايتاما مماليكا مهجرين مستضعفين لكنهم بواقعهم اسودا زهدت بتيجان الملك وبالحياة فكان ان تنادوا واجتمعوا لنداء الواجب فنصرهم الله بعين جالوت وبعدها بمرج الصفر شقحب وما تلاها حتى استعادوا كامل التراب العربي والاسلامي وحتى قدس اقداسه القدس من براثن غاصبيها تلك التي فشل بالحفاظ عليها ويئس من حلم استعادتها اشباهم حكّام اليوم الجبناء ,فهيأ الله للامة من اكرمها بهم ابطالها اولي الزهد بالدنيا ومحبة الاخرة الذين خرجوا بصدورعامرة بالايمان والتقى فاكرمهم الله بالنصر بتلك الملاحم الخوالد التي دخلت التأريخ وسحق بها الغازي المغولي ومن ايده وحالفه فارتدعت جموع الاعادي وتحققت المنعة مجددا وعادوا ليحسبون لها الف حساب وخضع لهم اباطرة وملوك هذا العالم ودانت لهم الرؤوس لانهم خرجوا بها مرفوعة بالاصل لا منكسة .