بقلم : الاستاذ الدكتور وليد حسن الحديثي
الكتابة عن الوضع في الاْردن الشقيق هذه الايام وما يجري من خروج عن القانون والنظام و محاولة زعزعة استقراره لا يمثل سوى تنفيذ أجندات خارجية لصالح جهات معروفة أولها إيران وإسرائيل وبعض الجهات العربية و العالمية ، والأسباب تكمن في رفض الاردن التمدد الإيراني داخل المجتمع الأردني العربي النقي في حبه لأمته وأولها فلسطين والعراق وقد أظهرت مراحل التاريخ هذا الحب الحقيقي في القول والعمل .
أما الكيان الصهيونى الغاصب يضغط على الحكومة الاردنية للتنازل عن دورها في حماية المقدسات العربية الاسلامية في فلسطين ، إضافة الى إشغال شعب الأردن بمشاكل داخلية تبعدهم عن قضيتهم المركزية قضية فلسطين.
كما ان هنالك أطراف عربية ودولية تكن حقداً على الاردن وتحاول عدم تنقية علاقاته مع دول عربية ومنها خليجية.
اذن الاردن مستهدف وعلى الشعب الاردني ان يدرك هذه الحقيقة وان يتضع لما جرى للعراق وسورية واليمن وحتى لبنان ، فالمؤامرة كبيرة ونحن كعرب محبين لكم نرى ترجيح الحكمة على العاطفة وان يعود الجميع الى رشدهم قبل فوات الاوان والله يستركم من كل شر.
وعلى الحكومة الاردنية وعلى راسها جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن ان يعالج الامر بحكمته التي تربى عليها واكتسبها من المرحوم جلالة الملك حسين رحمه الله ، الذي وقف إلى جانب شعبه والتاريخ يذكرنا بأحداث سابقة وعالجها بالحكمة وفوت الفرصة على المتربصين أعداء الاردن والامة العربية. ثقتي عالية ان حل المشكلة هذه بيدكم الكريمة وبعون من الله وتوفيقه ، و ستنفضح شلة الغدر والخيانة و سيعود من غرر بهم الى صف وحدة الشعب ، فأنت حاكم عادل لا تقبل بالظلم.
يا جلالة الملك حفظك الله
لا تنسى قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما قال قولته المشهورة ” اذا جاع بني آدم كفر” وكان ذلك في عام الرمادة فأوقف حد قطع اليد للسارق.
أعلم إنك تعرف شعبك وتحبهم وتسهر من أجلهم وكل ما فيك لصالح هذا الشعب وكرامته ، و بنيتم بلد يفتخر به كل من دخله جمالاً وبهاءاً وامناً ، وشعبك عزيز وكريم يستحق ذلك.
نعم الحمل ثقيل جداً ، والحياة صعبة لكن قيادتك وحكمتك قادرة على تجاوز هذه الأزمة بإذن الله ، وعلى الحكومات العربية ان تقف إلى جانبك ولا تبخل على بلد كريم قدم للأمة العربية والاسلامية الكثير وكان و لايزال يحافظ على وحدة الامة العربية وأمنها.
كلنا اردنيون نحب الاردن وشعبه وقيادته ، و لا ننسى مواقفكم الأصيلة في احتضان المهجرين السوريين والعراقيين وقبلهم أبناء شعبنا الفلسطيني.
ربي يحفظكم ويرعاكم ويوفقكم ويديم عليكم الخير الخير والأمن والامان والسلامة.