بقلم: محمد الجبوري
اسف لم استطع الكتابة ليلة امس ، بالرغم من انه اختصاصي – تسويق النفط، لكثرة المكالمات الواردة لي وإلحاح البعض على تفسير هذه الظاهرة لكي ينقلها للمسؤولين، أو لنشرها!!!!.
منذ سنة ١٩٨٦ أنشأ سوق للنفط في نيويورك وسمي بسوق النفط الورقية، وهي لعبة لسحب البساط من تحت ارجل دول اوبك التي كانت تحدد سعر النفط الخام. ومنذ ذلك الوقت بدات اوبك تفقد سيطرتها على تحديد سعر النفط، ولم تعد ميكانيكية العرض والطلب تحدد السعر كمثل بقية البضائع، بل المضاربات بالسوق ( الورقية) المستقبلية بدات تلعب دور اساس.
وبدا سوق الورق النفطية يزداد تدريجيا الى ان تجاوز المعروض من السوق الورقية حوالي ١٤ ضعف ما هو
متداول في السوق الحقيقية والتي هي حوالي ١٠٠ مليون برميل يوميا، في حين ان السوق الورقية يتم تداول حوالي ١٤٠٠ مليون برميل يوميا.
والمشكلة ان المتعاملين في سوق النفط الورقي ليس بالضرورة نفطيين، بل مضاربين يبحثون عن فرص الربح السريع.
وبالمناسبة في عام ٢٠٠٨ جاءني احد الاخوة العراقيين يستشيرني للمضاربة بسوق الاوراق النفطية، واشرت عليه بالشراء، وربح اكثر من 4,5 مليون دولار، ووقتها طلب مني التعاون في هذا المجال ورفضت لانه ضد الشريعة الاسلامية! البيع لأصول غير موجودة( مضاربة).
طريقة عمل النفط الورقي، انك تشتري كمية من البراميل على شكل ورق للمستقبل، كان يكون شهر او شهرين، وقبل انتهاء الشهر المعني ففي يوم ٢٠ و٢١ من كل شهر تتحول البراميل الورقية الى براميل حقيقية.
وعادة مايخزن المضاربين بالاسواق الورقية نفطهم عند تحوله من ورق الى واقع، ولكن في ظل امتلاء اماكن التخزين على اليابسة، وارتفاع ايجار الناقلات بنسبة ٦٨٧٪, جعل من المستحيل تخزين هذا النفط بالبواخر، لان الخزانات في البر مملؤءة او مؤجرة. ومشكلة امس ان معظم المضاربين اعتمدوا على تصريحات ترامب من ان سعر النفط والحياة الاقتصادية سيعودان. وبعد فوات الاوان اكتشف المضاربين الامر مما جعلهم يدفعون للتخلص من نفطهم فإنهار سعر نفط غرب تكساس.
البعض خسر ملايين، مقابل أخرين حققوا ملايين البارحة.
اليوم تكون الصورة اوضح( أسوء) وسوف يؤثر على بقية الاسواق،لان الكثير من المضاربين كانوا يتوقعون صعود الاسعار كما وعد ترامب!!!!!،
فماذا سيكون رد فعله!؟، هل سيعوضعهم!؟.
اعتقد سيبقى السوق على حاله بما يخص نفط تكساس الذي كان هو اساس المشكلة.
سينعكس هذا على السوق العالمي لاشك : على دول اوبك والعراق من اكبر الخاسرين،وربما سيقود الى انهيار تام للاسواق النفطية، اذا لم يتدارك الامر.
عند ذاك سيبحث ترامب عن حل للازمة!!! وربما يكون الحل عسكريا!!!!!.
محمد الجبوري- مدير عام تسويق النفط / سومو/ سابقا.
21/4/2020