بقلم: الدكتور اسماعيل الجنابي
نجمٌ من سماءِ العراقِ هوى ، فاستقبلته ارض الرباط ِعمانُ وشرفٌ وعلم من بيارق العسكريةُ العراقيةُ منذُ نشأتها ، مقاتلٌ اشمٌ وعقيدةٌ قلَ نَظيُرها في تاريخ العقيدة العسكرية .
في صباح هذا اليوم غيب القدرُ الإلهيُ وعدالة السماء عن قلوبنا احد رموز قادةِ الجيشِ العراقي الحديث ورئيس اركان الجيش العراقي الاسبق واحدَ ضباطه الاشاوس ليوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرةِ شهداءِ الجيشِ العراقي الفريق اول ركن “عبد الجواد ذنون” رحمه الله ليحلُ ضيفاً عزيزاً وكريماً على رفاقِ دربه ،
رحلَ رجلُ العصاميةِ والنزاهةِ والانضباط ودعواتُ الالوفِ تسابقُ جثمانهُ الشريف ، قبرهُ ولحدهُ ، سوف تدفن أيها العسكري الشجاع النبيل هذا اليوم في عمان العربية مكللا بالغارّ من أمجادك ، بعيدا عن عراقك الذي قاتلت من اجله بعز وشرف وهزمت من هزمت من أعداء الأمة ، وبعد أن غرست في العسكرية العراقية روحا عربية شهمة مقاتلة من طرازك ، وكنت كما عرفك أهل العراق وكل العرب دائما على أبواب بغداد واقفا والردى منك خائف .
رحلت عنا وانت تسكن قلوبنا ورائحة الشجاعة ما زالت تعطر ثيابنا وسوف يتذكرك العراقيون وعيونهم ترنو الى المحارب الشجاع النبيل وهو يتقلد الاوسمة والنياشين من يد الشهيد المجيد فتنحني رفعة لشرف العسكرية لكي يقلدك الأوسمة وهي تتلالاء على صدرك العريض ، لأنها مهما كانت رفيعة ومن يد عربية قوية ، كريمة مثل يد الشهيد ، الا أنها لم تكن لتوازي في رمزيتها قامتك وبأسك الشديد وهمتك العالية ، ولا ترتقي الى عنفوانك وشجاعتك ،
نم أبا أحمد قرير العين في تراب عمان وارض رباطها بين رفاق دربك الذين رضعوا الرجولة من صدور امهاتهم ، واعلم ان بغداد منصورة دائما ، حتى لو كانت داخل جهنم الأعداء والعملاء ، وسوف يعود طيفك اليها وأنت الشهيد الذاهب الى الجنة .. نودعك أيها الجبل الاشم بكل رفعة واحترام، فسلام لك ملء الجفون والانام.