نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً تحليلياً, نقلاً عن صحيفة الـ(واشنطن بوست) الأميركية، يتناول الصراع بين طهران والرياض.
وبحسب المقال فإن ولاء الإدارة الأميركية للسعودية هو سبب إشتعال المواجهة بين إيران والمملكة. ويطالب المقال إدارة “ترامب” بإنتهاج سياسة أكثر إعتدالاً في الشرق الأوسط والسعي لإجراء حوار بين طهران والرياض لإنهاء التوتر في المنطقة.
سياسة “ترامب” ليست في صالح الرياض..
تقول الصحيفة الأميركية إنه عندما تولى “دونالد ترامب” منصبه كرئيس للولايات المتحدة، زعم إنه ورث حالة من الفوضى في الداخل والخارج, مؤكداً على أن الشرق الأوسط في حد ذاته يمثل كارثة.
ولمواجهة تلك الكارثة أخذ “ترامب” يدعم ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” ويحُثه على تغيير السياسة الخارجية السعودية والدخول في مواجهات مع دول المنطقة, ولكن تلك السياسة لم تحقق الفائدة. فبالنظر إلى التطورات الحالية يمكن القول إن استقالة ريئس الحكومة اللبنانية “سعد الحريري” – التي كانت بدافع من السعودية – قد أسهمت في تعزيز مكانة تنظيم “حزب الله”. وبينما كانت السعودية تتمنى أن تؤدي استقالة “الحريري” لإحداث أزمة سياسية في لبنان وحل الحكومة على الفور، وإضعاف “حزب الله” وحلفائه والتخلي عن مصادر قوتهم السياسية. إلا أن ذلك لم يحدث.
وبدلاً من ذلك, فبعدما عاد “الحريري” أخيراً لبيروت, أرجأ استقالته وأجرى لقاءات مع شركائه في الائتلاف الحكومي. ولا يعني ذلك أن كل شيء قد عاد طبيعته, حيث أنه عاد ليهدد بالاستقالة في حال رفض “حزب الله” اتفاق التعاون الجديد, على الرغم من أن تفاصيل الاتفاق لا زالت غير معروفة.
“حزب الله” مصدر استقرار في لبنان..
تضيف الصحيفة أن تنظيم “حزب الله” يحظى بالمصداقية، مما يجعله مصدراً للإستقرار في لبنان. ففي حين يُرسل التنظيم مقاتليه للمشاركة في الحرب الأهلية في سوريا، إلا أنه داخل لبنان يحاول التواصل مع جميع المواطنين في أرجاء البلاد. كما أنه ينخرط بشكل جيد في مختلف الطوائف اللبنانية ويوفر الخدمات الاجتماعية الحيوية؛ مثل المدارس والمستشفيات.
وجعل “حزب الله” من نفسه تنظيماً يحمي جميع الطوائف في لبنان، كما يسعى للتعاون مع السُنة سواء المشاركين في الحكومة أو غير المشاركين فيها. ولعل هذا هو السبب في أن “حزب الله” لم يبد ردوداً متشددة, بل إنه أطلق تصريحات تصالحية بعد استقالة “الحريري”.
ورغم كل ذلك ففي اللقاء الأخير الذي عقدته الجامعة العربية في القاهرة, سعت السعودية لإدانة “حزب الله” وتنصنيفة كتنظيم إرهابي, وتمثل تلك الخطوة ضغطاً على التنظيم وعلى إيران. ولكن تأثير “حزب الله” في مختلف الشؤون الحياتية داخل لبنان لن يُمكن السعودية والولايات المتحدة من العمل ضد التنظيم دون إثارة غضب الرأي العام.
تصريحات “ترامب” في مصلحة طهران..
ترى الصحيفة الأميركية أن التوتر في لبنان يلقي بظلاله أيضاً على ما يحدث في إيران، لا سيما بعد تصريحات “ترامب” المتكررة ضد الاتفاق النووي معها. فتصريحات “ترامب” تؤدي إلى تغيير مواقف الرأي العام الإيراني وليس بالضرورة بشكل إيجابي.
ففي ضوء الأسلوب الخطابي المتشدد للرئيس “ترامب”، يجب على المواطن الإيراني البسيط أن يختار بين تصريحات “ترامب” وبين بلاده. وحتى إذا لم يكن راضياً عن بلاده، فإن الشعور الوطني لديه سيجعله داعماً لها.
السعودية أرتكبت الأخطاء في اليمن..
نقلت الـ(واشنطن بوست)، عن “مايكل أوهانلون” من معهد “بروكينغز”، قوله: “ينبغي في ضوء ما سبق النظر إلى العلاقات السعودية الأميركية, فولاء الولايات المتحدة الأميركية للسعودية هو ما قاد المملكة إلى إرتكاب أخطاء في اليمن، وهو ما جعل واشنطن تهدر العديد من الفرص.
مُضيفاً أن إجبار دول الشرق الأوسط على الإختيار بين إيران والولايات المتحدة, سيجعل تلك الدول مُستهدفة من قبل إيران, وهو ما لن يساعد على تمرير السياسة الأميركية فى المنطقة. أما بالنسبة للمواطن البسيط في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يرى أن صراع القوى الذي تخوضه كل من إيران ودول الخليج وتركيا وروسيا والولايات المتحدة, لن يجلب سوى الفوضى والحرب والإرهاب. وهذا سيجعل مكانة السعودية وشعبيتها في تتراجع مستمر.
وفي الختام توجه الصحيفة الأميركية النُصح للإدارة الأميركية كي تعمل على تخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط؛ من خلال إتباع سياسة أكثر إعتدالاً, والسعي لإجراء حوار دبلوماسي بين إيران والمملكة العربية السعودية باعتبارهما دولتين محوريتين في المنطقة لا يمكن تجاهل إحداهما. ولذلك ينبغي التفكير فيما يمكن قبوله من نفوذ إيراني في المنطقة وما لا يمكن قبوله.