ترى روسيا أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها؛ يحاولون التقليل من قيمة الدور الذي لعبته روسيا في هزيمة تنظيم “داعش” الجهادي في سوريا، في حين تعمل واشنطن على المبالغة في إبراز دورها، حسبما صرحت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”.
وأشارت “زاخاروفا” إلى أنه يجب أن تتباهي الدول الغربية بنجاحاتها في “أفغانستان والعراق وليبيا” بدلاً من محاولات المبالغة في الدور الذي لعبته في طرد “داعش” من سوريا، والتشكيك في الإنجازات التي حققتها موسكو للإنتصار على العناصر الإرهابية.
جاءت تصريحات “زاخاروفا”، بعدما شكك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”، السبت، في صحة بيان وزارة الدفاع الروسية الذي أعلنت فيه هزيمة التنظيم الإرهابي نهائياً في سوريا، كما صرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بأن واشنطن تعتقد أن الإعلان الروسي عن هزيمة “داعش” سابق لأوانه.
وقال مسؤول في التحالف إن العناصر الإرهابية لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات في محافظة “دير الزور” السورية.
وقالت “زاخاروفا”، لوكالة (سبوتنيك) الروسية، مازحة: إن “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هو القوة الوحيدة التي حققت نجاحاً يذكر ضد تنظيم داعش، بينما روسيا والحكومة السورية لم يحققا أي شئ”.
موسكو تحاول إنتزاع نجاحات التحالف الدولي..
من جانبه، رفض وزير الخارجية الفرنسي، “جان إيف لو دريان”، الإعتراف بدور موسكو في طرد “داعش” من سوريا؛ واتهمها بمحاولة إنتزاع نجاحات التحالف الدولي، وقال في تصريحات تليفزيونية: “أحياناً يدهشني محاولات روسيا إنتزاع النجاح الذي تم تحقيقه ضد داعش”.
بينما أشاد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بالدور الذي لعبه ووزير دفاعه للإطاحة بالعناصر الجهادية.
وعلقت “زاخاروفا” على تصريحات الوزير الفرنسي، قائلة: “يا أيها السادة توقفوا من فضلكم، نجاحاتكم في العراق وليبيا وأفغانستان، ويجب أن تشعروا بالفخر من أجل ذلك”.
ونصحت المتحدثة الروسية السياسيين الأميركان بالتركيز على نجاحاتهم في “أفغانستان وليبيا والعراق”، مشيرة إلى أن هذه الدول شهدت مقتل مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية وتحولت عدة مدن إلى أطلال على مدار سنوات من التدخل الأميركي.
هزيمة “داعش” جاءت بجهود سورية روسية..
وصف وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، تصريحات الساسة الغربيين بأنها “غريبة”، وأكد على أن “هزيمة داعش في سوريا جاءت في المقام الأول نتيجة لجهود القادة السوريين والقوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الروسية، (بناء على طلب من دمشق)، وتمكنت القوات المسلحة السورية من طرد العناصر الإرهابية من مئات المواقع، وبسطت نفوذ السلطات الشرعية على كافة أنحاء البلاد”.
وأشار “شويغو” إلى أن التحالف الأميركي في المقابل، لم يستطع سوى تحرير مدينة “الرقة”، التي باتت مدمرة كلياً.
وأضاف: “خلال 3 أعوام من تحليق طيران التحالف فوق سوريا، لم يتمكن سوى من تدمير الرقة وسكانها، وإذا كان للتحالف دوراً إيجابياً في هزيمة داعش في سوريا؛ فهو عدم تدمير باقي المدن السورية التي قصفها مثلما فعل في الرقة”.
واشنطن ترفض إجلاء قواتها وموسكو تعتبره إنتهاكاً لسيادة سوريا..
عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إنتهاء الحرب على “داعش”، قام الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بزيارة مفاجأة، الإثنين الماضي” لقاعدة “حميميم” الروسية، وأعلن إبقاء التواجد العسكري الروسي في قاعدتي “طرطوس” البحرية و”حميميم” الجوية بعد إجلاء جزء كبير من القوات الموجودة بها.
بينما شككت واشنطن في صحة إعلان “بوتين”، ورفضت إجلاء قواتها، وصرح مسؤولون أميركيون بأن قوات الحكومة السورية أضعف من أن تستطيع حفظ الأمن في البلاد. وأن الجماعات المتطرفة لا تزال لديها فرصة كبيرة لإعادة تنظيم صفوفها، خصوصاً في ظل عدم حل الأزمة السياسية التي أدت إلى إندلاع الأزمة.
بينما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، رفض موسكو لذرائع التحالف الدولي للبقاء في سوريا، مؤكدة على أن ذلك ينتهك سيادة هذه الدولة العربية.