أعلن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الإثنين، خلال زيارة مفاجأة قام بها إلى قاعدة “حميميم” الجوية في سوريا، بدء إجلاء جزء من قوات بلاده من الأراضي السورية، وأمر بإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لذلك.
وألقى “بوتين” خطاباً أمام الجنود في القاعدة السورية، الواقعة بمدينة “اللاذقية” شمالي غرب سوريا، قال فيه/ “لقد تمكنا من تحقيق هدف محاربة الجماعات الإرهابية بالكامل وبنجاح كبير”.
وأضاف: أنه “خلال عامين تمكنت القوات المسلحة الروسية إلى جانب الجيش السوري من هزيمة الجماعة الإرهابية الأكثر قوة في العالم، لذا فقد قررت إجلاء جزء كبير من الفرقة العسكرية الروسية الموجودة في سوريا”، لكنه لم يصرح بعدد الجنود الذين سوف يعودون إلى بلدهم.
وأشار “بوتين” إلى أن روسيا ستحافظ على تواجد قواتها في قاعدة “حميميم” الجوية وفي قاعدة “طرطوس” البحرية.
ومن جانبه، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، “ديمتري بيسكوف”، الثلاثاء، بأن بلاده سوف تواصل دعم السلطة الشرعية في سوريا، وستساهم في التوصل إلى التسوية السياسية.
واشنطن تشكك في تصريحات “بوتين”..
من جانب آخر، شككت وزارة الدفاع الأميركية في إمكانية أن يفي “بوتين” بكلمته ويسحب جزء كبير من القوات الروسية من سوريا، وذكر مسؤولون أميركان أن واشنطن تعتقد بأن روسيا ستجري “إنسحاباً رمزياً” يشمل بعض الطائرات، لتبرير طلبها بسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا.
وكانت موسكو قد أعلنت، الإسبوع الماضي، هزيمة “داعش” في سوريا نهائياً، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، تحرير كافة الأراضي العراقية من عناصر التنظيم، بينما شككت منظمات حقوقية، مثل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في صحة إعلان موسكو.
جولة سريعة لسوريا ومصر وتركيا..
قام “بوتين”، يوم الإثنين الماضي، بجولة سريعة شملت سوريا، حيث التقى هناك بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، وأعرب عن رغبته في بدء “مؤتمر الحوار الوطني السوري” بالتعاون مع أنقرة وطهران أوائل العام المقبل، كما توجه إلى مصر والتقى الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، إذ وقعا اتفاقية لبناء أول محطة مصرية للطاقة النووية، واتفاق آخر لبناء منطقة صناعية روسية في مصر، قبل أن يزور تركيا ويلتقي بالرئيس، “رجب طيب أردوغان”، لبحث مسألة تسوية الأزمة السورية عقب هزيمة “داعش”، واتفقا على عقد الجولة الثامنة من المفاوضات حول سوريا في العاصمة الكازاخية “آستانة” الإسبوع المقبل.
موسكو متهمة بإستهداف المعارضة..
بدأت الغارات التي نفذتها موسكو ضد مواقع للتنظيم الإرهابي في سوريا في أيلول/سبتمبر عام 2015، إستجابة لطلب من الرئيس “بشار”، بعد تعرض الجيش السوري للهزيمة على يد العناصر المتشددة والقوات التابعة للمعارضة، إذ أرسلت روسا ما بين 4 آلاف و5 آلاف عسكري روسي، ما قلب موازين القوى في الحرب السورية لصالح “بشار” ونظامه.
ورغم أن موسكو أكدت مراراً على أنها تستهدف محاربة العناصر الإرهابية فقط، إلا أنها نفذت عمليات ضد مواقع للجماعات المسلحة التابعة للمعارضة وكبدتها الكثير من الخسائر.
وتوجه الكثير من الإنتقادات للطيران الروسي لشنه غارات ضد مستشفيات ومدارس، ما تسبب في مقتل آلاف المدنيين، بحسب ما أعلنته منظمات إنسانية وتقارير الأمم المتحدة، وأعلن “المرصد السوري” أن الغارات الروسية قتلت، منذ بدء الحملة حوالي 6328 مدنياً، من بينهم 1537 طفلاً.
إهانة لسوريا أم لـ”بشار” ؟
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر أعضاء الوفد المرافق لـ”بوتين”، بينما يحاول منع “الأسد” من مرافقته خلال زيارته لقاعدة “حميميم”، ما اعتبره البعض إهانة للرئيس السوري، وإشارة ضمنية مفادها أن موسكو أضحت هي المتحكمة في القاعدة السورية بالأساس.
رابط الفيديو: