بقلم : محمد الوزان
تتفاعل الاحداث في العراق بصوره سريعة تكاد تتساوى مع سرعة الضوء في ظل اصرار الاطراف المتخاصمة على مواقفها على طريقة كل يغني على ليلاه٠ان المتتبع السياسي للاحداث في الساحة العراقية يجد نفسه ملزما ان يذهب الى ان الانسداد السياسي الذي اعقب الانتخابات تتحمله القوى السياسية التي تسير في المركب الايراني رغم خسارتها المدوية في الانتخابات التي اعترف بنزاهتها القاصي والداني وحصلت على شرعية المجتمع الدولي ومجلس الامن والاتحاد الاوربي الا ان القوى الشيعية الموالية لايران رفضت التسليم بالواقع وذهبت لافتعال العراقيل بوجه قيام التيار الصدري بتشكيل الحكومة تحت حجة الكتلة الاكبر او الاكثر عددا فقامت بعمل الثلث الضامن او المعطل عندما استغلت قرار المحكمة الاتحادية المنحاز والذي اشترط توفر الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية بعد ان تحالف التيار الصدري مع القوى السنية والكردية والذي لم يحقق العدد المطلوب لانتخاب رئيس الجمهورية٠ومما ازم الاوضاع قيام القوى الشيعية بتشكيل ائتلاف اطلقوا عليه الاطار التنسيقي الذي وحد جميع المؤيدين لايران مقابل الصدر وحلفائله في التحالف الثلاثي وهو اوصل رسالة الى مقتدى الصدر بانه لايمكن ان يسمح له بتشكيل حكومة الاغلبية الوطنية مما دفعه لسحب نوابه من البرلمان والتي تم ملؤها من قبل انصار الاطار الذي سارع لاستغلال الموقف وطرح مرشحه محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء الذي رفضه التيار باعتباره ظلا للمالكي الذي يناصبه الصدر العداء مما دفع التيار الصدري لقطع الطريق امام الاطار التنسيقيي لتشكيل الحكومة باحتلال البرلمان بعد ان دخلت جماهيره المنطقة الخضراء في رساله لم يفهمها الاطار واصر على مرشحه مما دفع الصدر لدخول المنطقة الخضراء مره اخرى والاعتصام فيها ورفع مطالبه بازالة النظام السياسي الحالي وتعديل الدستور واجراء انتخابات جديدة وهو امر رفضه الاطار وهو الامر الذي دفع الصدر الى اطلاق تغريدة جديدة اعتبرت بمثابة انقلاب على الوضع خاصة وانها تضمنت دعوات للثوره والمشاركة الجماعية فيها مما حمل الاطار الى اصدار بيان دعا فيه مؤيديه الى النزول الى الشارع في مجابهه مع انصار الصدر في اول حادثه من نوعها ستكون لها اثار كارثية على الوضع السياسي والامني واراقة الدماء من قبل الاطار تنفيذا لاجندات ايرانية بعد ان اخفق قائد فيلق القدس قااني في ايجاد حل للاوضاع بعد ان رفض الصدر استقباله والاصرار من قبل الصدر على مواقفه رغم دعوات الحوار التي دعا اليها الجميع ولم تجد اذنا صاغية من قبل الصدر الذي اعتبر ما وصل اليه فرصة سانحة للاطاحة بالنظام السياسي وكنس الفاسدين وايجاد نظام جديد يلبي مطالب الشعب ويحقق الخدمات له٠ ان الاوضاع سائره لامحالة الى التصادم وسيكون النصر فيها للتيار الصدري بعد عدد من مؤشرات من بينها موقف حكومة الكاظمي المؤيد ورئيس البرلمان الذي علق الجلسات وانحياز القوات المسلحة لجانب الصدر وهو ما تم لمسه من خلال التعامل مع مقتحمي المنطقة الخضراء ووجود نقمة شعبية عامرة ضد الوضع القائم والرغبة الشعبية في التغيير٠ان الساعات المقبلة ستكون حبلى بالكثير من الاحداث التي ستشكل فارقا بالاوضاع في العراق الذي يغلي على صفيح من نار لا يمكن ان تنطفىء الا بالتغير للنظام وايجاد واقع جديد مختلف جذريا عن الواقع الحالي.