خرج آلاف العراقيين منتصف ليل الاثنين في كسر لحظر التجول الذي أعلنته السلطات في بغداد.
وقال متظاهرون لرويترز إن حظر التجول “يوفر غطاء لقوات الأمن كي تخلي ساحة التحرير”، وأضافوا أنهم “يصرون على البقاء”.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد في وقت سابق فرض حظر للتجول في بغداد وقالت في بيان إن حظر التجول يشمل “الأشخاص وسير المركبات والدراجات النارية والهوائية والعربات بمختلف أنواعها”، مشيرة إلى أنه سيستمر “حتى إشعار آخر”.
وذكر مصدر في عمليات وزارة الصحة العراقية بمقتل أول فتاة في التظاهرات التي تشهدها بغداد ومحافظات جنوبي العراق.
وكانت الفتاة من بين خمسة قتلى سقطوا الاثنين وهي طالبة طب أصيبت بعبوة غاز مسيل للدموع، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 83 شخصا في الموجة الثانية من الاحتجاجات التي اندلعت منذ مساء الخميس في العراق.
في غضون ذلك، قتل 13 شخصًا على الأقل وأصيب 865 بعد إطلاق الشرطة العراقية النار والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين ليلًا في مدينة كربلاء، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وكان شهود عيان قالوا لبي بي سي، إن “القوات الأمنية تطارد المتظاهرين داخل الأزقة القريبة من مقر محافظة كربلاء وسط المدينة”.
وأضاف الشهود، أن “أعداد الجرحى غير معروف لغاية الآن بسبب استمرار ملاحقة المتظاهرين وعدم وصول الجرحى للمستشفيات”.
وبلغت حصيلة القتلى في بغداد وحدها منذ مساء الخميس 26 متظاهراً غالبيتهم أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع في الرأس، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق.
وكتب رئيس الوزراء على صفحته على فيسبوك أنه أكد لجانين هينيس-بلاسخارت، الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، أن أفراد قوات الأمن قد أعطوا “توجيهات صارمة لحماية حق الاحتجاجات السلمية”.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من المتظاهرين وقد اخترقت القنابل المعدنية التي تطلقها القوات الأمنية، جماجمهم.
وكانت قوات الأمن العراقية قد أطلقت قنابل الغاز لمواجهة طلاب الجامعات والمدارس، الذين انضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بغداد، بحسب تقارير.
وتحدى الطلاب السلطات التعليمية، بمقاطعة فصولهم الدراسية للمشاركة في المظاهرات، بالرغم من تحذير السلطات من تعطيل الدراسة.
وهدد متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بأن أي اضطرابات تهدد المدارس سوف تقابل “بعقاب شديد”.
- مظاهرات العراق: ما أسبابها ولماذا اتسع نطاقها؟
- قتلى وعشرات الجرحى في بغداد والناصرية إثر تجدد الاحتجاجات في العراق
“انتخابات مبكرة”
وطالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الاثنين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإعلان إجراء انتخابات برلمانية مبكرة تشرف عليها الأمم المتحدة دون مشاركة الأحزاب الأعضاء في البرلمان الحالي.
وقال “على الأخ عادل عبد المهدي الحضور تحت قبة البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة بإشراف أممي… دون مشاركة الأحزاب الحالية إلا من ارتضاه الشعب”.
وهذه هي الموجة الثانية من الاحتجاجات في أقل من شهر، والتي قتل في موجتها الأولى نحو 149 مدنيا وثمانية من قوات الأمن، في الفترة من الأول إلى السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وعبر المتظاهرون عن غضبهم من الحكومة بسبب الفساد، والبطالة، وسوء حالة الخدمات المدنية.
ويطالب المحتجون برحيل جميع ممثلي النظام السياسي الحالي.
وبخروج الطلاب العراقيين بأعداد كبيرة، يتعرض رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، هذا الأسبوع للضغط من مصدر جديد.
وهتف الطلاب الذين خرجوا في الديوانية، الواقعة جنوب العاصمة بغداد بحوالي 180 كيلومترا: “لا مدارس، لا دوام حتى ينهار النظام”.
وأعلن اتحاد طلاب الجامعات والمدارس في الديوانية إضرابا مدته 10 أيام “حتى يرحل النظام”، في الوقت الذي تدفق فيه الطلاب في زيهم الرسمي مع الأساتذة إلى الشوارع.
وبالرغم من التحذيرات، تجمعت أعداد كبيرة من المحتجين الصغار صباح الاثنين في مدن العراق الجنوبية، كالناصرية، والحلة، والبصرة.
وفي الكوت أغلق معظم مكاتب الحكومة بسبب عدم وجود موظفين.
وفي بغداد احتشد المتظاهرون داخل الجامعات، وفي ساحة التحرير.
وقال أحد الطلاب من المحتجين: “قصي السهيل قال لا تخرجوا إلى الشوارع، لكننا نقول: لا أمة، لا فصول. كل ما نريده من الحكومة أن تستقيل فورا. إما أن تستقيل، وإما سنطردها”.
ويقدر عدد الشباب تحت سن 25 في العراق بحوالي 60 في المئة من السكان.
كما يبلغ معدل البطالة بين الشباب نحو 25 في المئة، ويعيش شخص واحد من بين كل خمسة تحت خط الفقر، بالرغم من الثروة النفطية الهائلة التي يتمتع بها العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك.
وقد أشعل عدم المساواة، واتهامات الحكومة بالفساد غضب العراقيين فخرجوا في احتجاجات في بغداد في 1 أكتوبر/تشرين الأول، ثم أخذ عدد المشاركين فيها يزداد، خاصة بين الشباب.
BBC SOURCE