ترى إيران أن مسألة استفتاء “إقليم كردستان العراق” على الانفصال، ما هي إلا مؤامرة تديرها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بهدف تقسيم العراق وتهديد جيرانها.
وعلق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الأيراني، آية الله “محمود الهاشمي الشهرودي”، على استفتاء استقلال كردستان العراق متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بالضلوع وراء التحركات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، بهدف إنشاء إسرائيل جديدة.
وحذر، خلال تصريحات أدلى بها السبت الماضي، من أن محاولات تقسيم العراق تحوي خدعة كبيرة للمنطقة وللعالم الإسلامي أجمع، موضحاً أن واشنطن تلعب دوراً خطيراً في الأحداث الإقليمية.
مؤامرة لتقسيم العراق..
ذكر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الأيراني أن الولايات المتحدة تعد من الدول الداعمة لاستفتاء استقلال “إقليم كردستان العراق”، وأنها تسعى إلى “بلقنة” العراق باستنساخ نموذج البلقان في تقسيمها إلى عدة بلدان صغيرة من خلال استغلال القوميات الصغيرة في إنشاء دول مستقلة.
وشدد المسؤول الإيراني على أن واشنطن تسعى إلى خلق نظام شبيه بإسرائيل من خلال المبادرة الانفصالية لكردستان العراق، مؤكداً على أن الحكومة والشعب في العراق يعون جيداً ذلك، كما أن دول المنطقة وخاصة “إيران وتركيا” اتخذوا موقفاً صارماً تجاه هذه المؤامرة.
كما حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، من أن هناك محاولات غير مدروسة من شأنها أن تشكل خطراً يؤدي إلى صراعات جديدة تزيد من وتيرة الانفلات الأمني في المنطقة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولين إيرانيين الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ خطة مدروسة في المنطقة من خلال دعم إقليم كردستان، فقد وصف رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء “محمد باقري”، الاستفتاء بأنه “مؤامرة تقف وراءها إسرائيل”، وأشار إلى أن الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي يقفان وراء هذه القضية.
إسرائيل هي البلد الوحيد الذي أعلن دعمه للاستفتاء..

كانت “إسرائيل” هي البلد الوحيد الذي أعلن صراحة دعمه لاستفتاء كردستان العراق، إذ أعلن رئيس الوزراء، “بنيامين نتنياهو”، ذلك.
كما صرحت وزيرة القضاء الإسرائيلية، “إيليت شاكيد”، بأن وجود دولة كردية يعتبر مصلحة بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
موقف الولايات المتحدة من الاستفتاء غامض..
حتى الآن لا يعتبر موقف الولايات المتحدة من استقلال كردستان العراق واضحاً، إذ أكدت رسمياً رفضها لإجراء الاستفتاء منذ البداية وأعلنت دعمها للعراق الموحد ودعت الأطراف إلى الحوار للوصول إلى حل، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، “هيذر ناورت”، أكدت بعد الاستفتاء، الذي انتهى بموافقة أغلبية المشاركين (92%)، على أن العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة وشعب “إقليم كردستان العراق” لن تتغير على ضوء الاستفتاء.
دعم إماراتي غير رسمي لأربيل..
ذكرت صحف إيرانية أن مسؤولين إماراتيين أعربوا عن تأييدهما لانفصال كردستان العراق، من بينهما رئيسة مركز الإمارات للسياسات، “ابتسام الكتبي”، التي أكدت على أن “أبو ظبي” ستعترف بهذا الاستقلال وفقاً لزعمها.
وكانت “الكتبي” قد وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم الطامح في الانفصال مطلع العام الجاري، للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء.
وكانت حكومة “أربيل” قد نظمت الاستفتاء في 25 من أيلول/سبتمبر الماضي، وأعلنت مفوضية الانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت (72%)، إذ شارك 3,3 مليون من إجمالي 4,58 مليوناً مسجلين على قوائم الناخبين، بينما تعتبره الحكومة المركزية غير قانونياً، وترفض الاعتراف به.
تركيا وإيران تدرسان الموقف..
خلال الأيام الماضية عقد كبار المسؤولين في “تركيا وإيران” عدة لقاءات لدراسة الموقف وتحديد أوجه التعاون لمواجهة التهديدات، كما ناقشوا قضية أمن الحدود والإرهاب.
من جانبها، اعتبرت “تركيا” الاستفتاء مسألة أمن قومي، وهددت بأنها قد تقوم بعملية عسكرية بالتنسيق مع العراق ضد “إقليم كردستان”، إذا رأت أنها تمثل تهديداً على أمنها، كما حذرت من أنها سوف تحاصرهم اقتصادياً.