موسكو: وكالة أخبار العرب
إن توقف القلب لخمس دقائق يبدأ بتلف الدماغ، وبعد ثماني دقائق يموت الدماغ مع صاحبه، وما من إنسان يمكن أن يتوقف قلبه لساعة ونصف
أثارت حادثة سقوط لاعب كرة القدم المصري النجم أحمد رفعت في أرض الملعب بعد أن توقف قلبه لوقت غير قليل…!!! ثم عودته إلى النبض الفرحة ممزوجة بالدهشة والاستغراب من بعض الحيثيات التي تم تناقلها وكأنها حقيقة، وهي في الواقع مخالفة للمعطيات العلمية…
إن أخبار العرب إذ تهنئ أهل وأقارب وجمهور اللاعب النجم أحمد رفعت، متمنية له التعافي الكامل، تتناول هذه المسألة ببعض الاستقصاءات الإعلامية حول هذا النوع من الحوادث التي يكون بعضها مؤسفا للغاية، وبعضها الآخر مفرحا ومدهشا للغاية أيضا.
معطيات الحادثة
وقعت هذه الحادثة حسب وسائل الإعلام المتابعة يوم الإثنين 11 مارس حين تعرض اللاعب أحمد رفعت إلى أزمة قلبية في الوقت الضائع، وسقط على الأرض فاقدا الوعي بعد أن “توقف قلبه!!” ما اضطر الحكم إلى إعلان نهاية المباراة، ونُقل اللاعب وهو غائب عن الوعي إلى المشفى، والملفت للنظر أن بعض وسائل الإعلام “دون أن نسميها” إمعانا في الإثارة باتت تطرح في العناوين الرئيسية للخبر أن قلب اللاعب أحمد توقف عن الخفقان لنصف ساعة وأخرى تكتب لساعة بل وحتى لساعة ونصف وكأن الأمر منافسة في مزاد.
للتوضيح نذكر بإن الدماغ البشري يمكن أن يبقى على قيد الحياة إن توقف القلب لمدة خمس دقائق، يمكن خلالها إعادة تنشيطه، ويبدأ الدماغ بالتدهور السريع وموت الخلايا والتلف بعد ذلك حيث لا يصله الأوكسجين عن طريق الدم، ويستنفد حتى طاقته الكهربائي فيما يسمى تيار “انتشار الاكتئاب”، ويموت الدماغ بعد ثماني دقائق مكرسا موت الجسد طبعا.
الواقع كما نعتقد بعيدا عن شطحات الأقاويل، ومبالغات بعض وسائل الإعلام:
-أولا: أن اللاعب أحمد لاعب نادي فيوتشر سقط وسط ملعب استاد الإسكندرية نتيجة تعرضه إلى “أزمة قلبية ” ولم يتوقف قلبه لا لساعة، ولا لنصف ساعة
ثانيا: بدا واضحا أن الفريق الطبي قام بمهمته على أكل وجه فسارع ركضا إليه وبدأ المسعفون على الفور منذ الدقائق الأولى بإجراء عمليات إنعاش قلبي ورئوي بالضغط على الصدر بسرعة وقوة
ثالثا: خلال بضع عشرات من الثواني وصلت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المشفى، ولا نشك بأن إجراءات الإنعاش استمرت داخل سيارات الإسعاف…
يؤكد ذلك أن المصادر الطبية قدمت توصيفا لحالته بأنه هبوط حاد في الدورة الدموية، وأنه عولج حتى بالصدمات الكهربائية واستجاب قلبه في المرة السابعة، ونقل إلى العناية المركزة وأن وضعه استقر نسبيا أخيرا.
للأسف يتعرض الرياضيون إلى حوادث كثيرة من هذا النوع ومعظمها نتيجة تنامي شعور “الفروسية” في تحقيق التميز، ما يسبب إجهادا كبيرا، وتشير المعطيات الرياضية الرسمية إلى وقوع عدد كبير جدا من الحوادث التي انتهت بشكل مأساوي وخاصة لدى لاعبي كرة القدم والملاكمة والمصارعة، وأن نسبة إصابة الرجال أكثر بعشرة أضعاف من إصابة النساء.
نأمل من زملائنا الإعلاميين توخي الحذر في مثل هذه الحالات الرهيفة التي قد تصيب الأقارب بالهلع، فالإعلان عن ان هذا اللاعب أو ذاك توقف قلبه لساعة ونصف يعني علميا أنه توقف للأبد لا سمح الله.
مرة أخرى أمنياتنا للاعب النجم أحمد رفعت بالشفاء العاجل والناجز… ألف سلامة