قال المستشار في رئاسة الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يعنيها على الإطلاق إعادة إعمار مدينة الرقة، فمن مارس الاستخدام الناري المفرط والكثيف في الأسابيع والأشهر الماضية، إنما يشير إلى رغبته في تدمير وطمس كل معالم هذه المدينة.
و تطرق المستشار السوري الى موقف الحكومة في بلاده من إعلان قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية تحرير مدينة الرقة؛ مبينا : أولاً بالنسبة للدولة السورية، فما جرى ليس تحريراً لمدينة الرقة بل ما جرى هو عبارة عن إحلال واستبدال تنظيم داعش بجماعة أخرى حشدتها الولايات المتحدة الأمريكية كما كان تنظيم داعش صناعة أمريكية، أيضاً مايسمى “قوات سوريا الديمقراطية” تعمل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
واضاف قائلا : الدولة السورية لديها موقف واضح تجاه كل ممارسات التحالف الدولي الذي عمل على تدمير جميع مرافق البنى التحتية واستهدف أهلنا المدنيين في مدينة الرقة، وفي نفس الوقت عملت (أمريكا) على إخراج تنظيم داعش الإرهابي من هذه المدينة وقد جرى هذا الأمر تحت أعين وحماية وغطاء التحالف الدولي، وبالتالي هي ليست عملية تحرير المدينة من داعش بمقدار ما هي عملية إحلال واستبدال وتدمير كامل وممنهج لهذه المدينة بهدف طمس الحقائق في تورط الولايات المتحدة الأمريكية بدعم وصناعة هذا التنظيم.
وحول الأهداف الأمريكية من دخول مدينة الرقة وسعيها لإيجاد موطئ قدم لها شمال البلاد، اكد عزوز : إن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن أدوار جديدة يأتي في إطار تهافت مشاريعها وأيضاً فرض سياسة الأمر الواقع، التي تصدعت كلها بسبب صمود محور المقاومة وإنجازات الجيش السوري، وبنفس الوقت هي تريد أن تروّج لنفسها من خلال الرقة سواء في الرأي العام العالمي أو حتى للرأي العام الأمريكي، بأن إدارة ترامب والإدارة العميقة حققت انتصاراً على عاصمة تنظيم داعش في سوريا، فهي عبارة عن عملية مساومة لأسباب دعائية وإعلامية أيضاً.
وتعليقاً على زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان إلى مدينة الرقة، خاصة وأنها جاءت بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، قال : إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تدفع بأتباعها في المنطقة سواء أطراف إقليمية أو محلية وتدخلهم في أتون الحرب الدائرة في سوريا، في إطار سياسة إنهاك الجميع وأيضاً من أجل المقايضة والاستثمار الاقتصادي، بحجة الدمار – الذي يحدثه التحالف الدولي – والذي كان مقصوداً لأنها تريد أن تؤّمن عدداً من الأطراف تحت عنوان “إعادة الإعمار” وهذا الأمر غير مقبول بالنسبة للدولة السورية، فهي صاحبة الصلاحية في استعادة مدينة الرقة السورية، وأيضاً هي المعنية في تحديد آليات إعادة إعمار سوريا ومدنها.
واردف المستشار في الرئاسة السورية : الولايات المتحدة الأمريكية لا يعنيها على الإطلاق إعادة إعمار هذه المدينة، فمن مارس الاستخدام الناري المفرط والكثيف في الأسابيع والأشهر الماضية، إنما يشير إلى رغبته في تدمير وطمس كل معالم هذه المدينة، وليس هناك رغبة في إعادة إعمارها لكن هناك شكل من أشكال الاستثمار المالي والتدخل في الشؤون السورية تحت عنوان إعادة الإعمار وعناوين إنسانية أخرى، هذا هو الهدف الحقيقي.