أدلى أفراد عصابة متخصصة بعمليات الخطف باعترافاتهم امام محكمة التحقيق المركزية، وأشارت الاعترافات إلى ان العصابة كانت تستهدف التجار في منطقة جميلة ومناطق اخرى من العاصمة بغية مساومة ذويهم على مبالغ مالية كبيرة.
افراد العصابة بينوا كيفية اختيار الضحايا، مؤكدين أن مهمة مراقبة الشارع واختيار الضحايا كانت تقع على عاتق شخص متخصص “علاس” يزود المجموعة بمعلومات عن الضحايا.
يقول المتهم “عماد” وهو اسم مستعار، إن “أغلب أفراد العصابة هم أصدقائي حيث نسكن في منطقة واحدة وكنت اعمل منتسباً في وزارة الداخلية وتركت العمل لظروف معينة وبعدها تعرفت على شخص يدعى (سامر) وهو من عرض علي موضوع عمليات الخطف”.
ويضيف المتهم، وهو العقل المدبر لأغلب العمليات خلال اعترافاته أمام القاضي المختص بنظر قضايا قيادة عمليات بغداد “عرضت الموضوع على شقيقي والذي يعمل محاسباً لدى احد التجار في منطقة جميلة وبعد موافقته أقنعته بان دوره يقتصر على تزويدنا بمعلومات عن الضحايا وعن مناطق سكناهم وتحركاتهم”.
وعن أول عملية خطف نفذتها العصابة يذكر المتهم أن “العملية استهدفت تاجراً للمواد الغذائية في سوق جميلة بناءً على معلومات زودنها بها (العلاس) شقيقي تضمنت مكان عمله وسكنه وتحركاته وبعدها تمت مراقبته لمعرفة وقت خروجه من المنزل”.
ويذكر المتهم أن “الاتفاق جرى مع المتهمين الآخرين على وقت ومكان تنفيذ العملية وفي منطقة شارع فلسطين إذ كنا نستقل ثلاث سيارات قام احدنا بالوقوف أمامه واجباره على التوقف وكان معه شاب تبين انه ابنه فأجبرناهم على الركوب إلى سياراتنا تحت تهديد السلاح وتوجهنا بهم إلى منطقة الحسينية”.
واستطرد المتهم “تم الاتصال بذوي المخطوفين من هاتف الضحية خشية تتبعنا او التوصل إلينا من قبل القوات الأمنية وطلبنا منهم دفع مبلغ مالي قدره (أربعمائة ألف دولار أميركي)”، مشيراً إلى ان ذوي الضحايا استجابوا الى مطالبنا وتم الاتفاق معهم على آلية معينة لغرض تسليم المبلغ وتم تقسيمه وحصل كل فرد على (1400) دولار أميركي بحجة اننا لم نتسلم المبلغ كاملاً، أما الحصة الأكبر فكانت لي ولاثنين من المتهمين الآخرين والتي وصلت إلى ما يقارب (40) ألف دولار لكل منا”.
ويذكر المتهم عماد أن “أغلب عملياتنا كانت تستهدف تجاراً وغالبا ما يتم اختيارهم اما عن طريق العلاس (الواشي أو الدليل) او من خلال المظهر فأحياناً نقوم بجولة في مناطق الرصافة ونقوم باختيار الضحية من خلال مظهره ونوع المركبة التي يستقلها”.
وبين “كنا نخبئ الضحايا في منزل يعود لأحد أفراد العصابة لكن بقية المجموعة يجهلون مكانه وعند الذهاب الى المنزل لوضع الضحية فيه لا يتم اصطحاب بقية الأفراد معنا خشية القبض على احدهم ومن خلاله يتم التوصل للبقية وأحياناً لعدم ثقتنا بالبعض منهم”.
ويروي متهم آخر من افراد العصابة تفاصيل عملية اخرى حيث افاد “عند ذهابنا في جولة وعلى طريق سريع محمد القاسم وقع الاختيار على احد المواطنين بالاعتماد على مظهره وكان يستقل سيارة حديثة غالية الثمن وقمنا باعتراض طريقه واجباره على التوقف وخطفه تحت تهديد السلاح”، مشيرا الى انه “تم الاتصال بذويه وطلبنا مبلغ مالي قدره (خمسمائة الف دولار اميركي) وتم الاتفاق على مبلغ اقل وتم استلامه بالطريقة القديمة نفسها”.
ويضيف المتهم أن “المبالغ كانت تقسم على متهمين معينين اما الآخرون فكانت توزع لهم حصص قليلة بحجة ان المبلغ الذي كانوا يساومون عليه قليل في حين انهم يأخذون مبالغ كبيرة فضلاً عن ان عملية الاتفاق على المبلغ والاستلام والتسليم كانت تدار من قبلهم”.
ويتحدث عن ان “أحد المخطوفين قام بالهروب وادى ذلك الى كشف امر احد المتهمين ما اضطر اهل المتهم الى تلافي الموضوع عشائرياً ودفع مبلغ من المال كفصل عشائري اذ جمع هذا المبلغ من حصص افراد العصابة بعد تنفيذ احدى العمليات”.
وذكر المتهم تفاصيل عمليات اخرى منها استهداف تاجر للذهب في احدى مناطق الرصافة، لافتا إلى ان “هذه العملية تمت من خلال متابعة الضحية وتمت مساومة ذويه على مئة الف دولار أميركي الا أنهم اخبرونا بتوفر ثلاثين الف فقط وتم استلام المبلغ وتقسيمه على بقية افراد العصابة”.
واستطرد المتهم في الحديث عنه عمليات أخرى أن “إحدى الحوادث استهدفت تاجراً آخر للمواد الغذائية في سوق جميلة وتمت العملية بناءً على معلومات زودنا بها شقيقي الذي يسكن منطقة الشعب حيث تم تتبعه ورصد تحركاته ونفذت العملية على طريق سريع القناة حيث كانوا ثلاثة اشخاص التاجر استطاع الهرب وتم خطف شخصين ابنه وقريبه”، مشيراً الى ان ” التاجر دفع مبلغ مقداره (مئة وثلاثون الف دولار أميركي) مقابل إطلاق سراح ابنه وقريبه وتم استلام المبلغ وتقسيمه”.
يذكر ان جهوداً قضائية ساهمت في الاطاحة بافراد العصابة من خلال المتابعة والإشراف المباشر للقاضي المختص بنظر قضايا قيادة عمليات بغداد وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة للعمليات حيث القي القبض على المتهمين خلال تواجدهم وتجمعهم في دار احد المتهمين”.