“حسين أمير عبداللهيان”، مساعد رئيس البرلمان للشأن الدولي، وهو من أشد المعارضين لأي مفاوضات صاروخية مع الغرب. شغل قبلاً منصب السفير الإيراني في البحرين وأمضى كذلك فترة بالعراق، وعن الهجوم الأميركي على العراق، قال: “بدأ الأميركيون هجومهم بعدما حرثوا العراق على مدى عشر سنوات وتأكدوا من إنعدام القدرة الدفاعية العراقية”.
وبينما تعيش إيران آخر أيام العام الفارسي، 1396 هـ. ش، أجرى “إسماعيل سلطنت ݒور”؛ مراسل صحيفة (همشهري) الإيرانية، حواراً مع “عبداللهيان”؛ حول مستقبل الحضور الإيراني في سوريا والعراق..
دور إيران في دعم مرحلة ما بعد «داعش» واضح وبارز..
“همشهري” : مؤخراً عقد “مؤتمر إعمار العراق” في الكويت، لكن بدا أن الوفد الإيراني كان مهمشاً في حين تم تضخيم دور التحالف في القضاء على (داعش). وعليه ما هو الدور الإيراني بالعراق وسوريا في مرحلة ما بعد (داعش) ؟
“عبداللهيان” : في البداية أميل إلى تهنئة قراء (همشهري) بالعام الجديد.. وأود أن أشير إلى أن العالم شرع ويعيش العام الميلادي الجديد، ومن ثم العام الفارسي 1397 هـ. ش، في ظل خلو المنطقة من تنظيم (داعش) الإرهابي، ذلك التنظيم الذي تسبب في توتير الأجواء الإقليمية بإدعاء الخلافة الأكذوبة، لأنه كان مدعوماً من بعض الأجهزة الأمنية. ورغم بقاء قوة فلول (داعش) والإرهابيين واستمرار الأميركيون والصهاينة في دعمهم الإرهاب؛ فقد سارعت إيران إلى مساعدة الشعوب والحكومات العراقية والسورية في هزيمة أو تقليم أظافر (داعش)، كذلك لعب “حزب الله” اللبناني دوراً مهماً على صعيد مكافحة الإرهاب دفاعاً عن الحدود اللبنانية، ناهيك عن دور المدافعين عن الحرم من إيران وكل دول العالم المهم، والذى لا يجب أن ننساه في تاريخ المدافعون عن الحرم المعاصر.
وبالنسبة لمؤتمر إعمار العراق، حيث لم يُذكر اسم إيران بالشكل الذي يتناسب ودورها أو في صف مجلس وزير الخارجية الإيراني، فلم أدقق، لكن لأني دُعيت إلى الكويت للمشاركة في اجتماعين للاجئين السوريين والمشروع السياسي السوري؛ فأنا أعلم أن ترتيب الجلوس يكون بحسب الأبجدية العربية. لكن كشخص تابع تطورات الحرب ضد (داعش) عن كثب أميل إلى إعلانها بصوت عالي: “لعبت إيران دوراً محورياً ومهماً في هزيمة داعش”. وأصدقائنا والرأي العام يعلم ذلك جيداً وأتصور أن استمرار الدعم الإيراني للأصدقاء في مرحلة ما بعد (داعش) يعكس قوة الدور الإيراني في مكافحة (داعش)، ولابد من استمرار هذه الدور في مرحلة ما بعد (داعش)، رغم أن هذا الموضوع قد يثير ضيق بعض أعداء إيران في المنطقة.
وجودنا في العراق وسوريا دفاعاً عن أمننا القومي..
“همشهري” : كانت إيران الخط الأول في مكافحة (داعش).. والسؤال هل ستكون إيران حاضرة بالمقدمة أيضاً في إعمار العراق وسوريا ؟.. أي اتصال القضايا السياسية والاقتصادية التي تتطلع إليها إيران ؟
“عبداللهيان” : السياسية والاقتصاد والأمن 3 مقولات متصلة سواءً في السياسة الداخلية أو الخارجية. وكما تفضلتم لو يسألوننا عن أسباب الوجود في سوريا والعراق، فالأمن وتوفير الحد الأكبر من الأمن القومي الإيراني هو أحد هذه الأسباب. ولماذا تقوم سياستنا الإيرانية على دعم سوريا والعراق، ولماذا يجب أن نكون أحد الأطراف الأساسية في قطاع التعاون الاقتصادي ؟.. فهذا مرده الإمكانيات الإيرانية الهائلة وقدرات إيران في مجال تصدير الخدمات العملية والفنية والهندسية والتكنولوجية التي قد تعلب دوراً ريادياً خارج الحدود الإيرانية.
علاوة على ذلك؛ فلقد كانت المشتركات الإيرانية العراقية والسورية من الأسباب المهمة التي مكنتنا، في مرحلة الحرب، من العمل جنباً إلى جنب. وعليه في مرحلة الإعمار والتعاون الاقتصادي لابد من وجودنا بنفس القدر، ويجب أن يكون للقطاع الخاص الإيراني وكل القطاعات العملية والتكنولوجية والصناعية الإيرانية الأخرى دوراً فعالاً. وما تسعى إليه إيران حيال العراق وسوريا هو أن يكون بمقدورنا إطلاق هذه المرحلة الجديدة من خلال الحضور المؤثر على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري والإعمار.
«البغدادي» أصبح جزء من الماضي..
“همشهري”: ثمة أخبار متناقضة بشأن مصير “أبو بكر البغدادي”.. هل لديكم معلومات عن مصيره ؟
“عبداللهيان” : أولاً: يوماً ما إعتلى “البغدادي” درجات منبر المسجد الجامع بالموصل وأدعى الخلافة؛ لكنه اليوم سقط عن هذا المنبر، وهذا السقوط إما يكون سبباً في وفاته أو إصابته. وأنا شخصياً لا يمكنني القول بكل ثقة ماذا إذا كان “البغدادي” في الجحيم أو مصاب، لكني متأكد أن “البغدادي” أصبح جزءً من الماضي.
كان المقرر أن يكون “البغدادي” خليفة، لكنه اليوم مفقود وهذا معناه أن ما كانوا يقفون خلفه قد تجاوزوه. فماذا فعل “البغدادي” مما كان مقرراً في الماضي ؟.. كان مقرراً أن يقيم الخلافة الإسلامية، لكن الآن لا تسمع شيئاً لا عن الخلافة ولا عن “البغدادي” ولا عن المنبر.