منذ سقوط نظام الرئيس“صدام حسين” في العراق وتدخل الدول العظمى والإقليمية في الشأن العراقي, تبحث إسرائيل عن موطئ قدم لها في العراق عن طريق أي مكون من مكونات الشعب العراقي مثل “الأكراد” أو “الشيعة”. ولقد نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً بقلم “جاكي حوغي”، زعم فيه أن كثيراً من العراقيين لم تعد تعنيهم القضية الفلسطينية وباتوا يتطلعون للتصالح مع إسرائيل.
الإسرائيليون لا يهتمون بالتطورات في العراق..
يقول الكاتب الإسرائيلي إنه خلال الأسابيع الأخيرة كتب عدة مرات، في صحيفة “معاريف”، عن مؤشرات بشأن تطلع بغداد لإقامة علاقات مع إسرائيل. ورغم أن عراق اليوم يعتبر من الدول المهمة في المنطقة, إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قليلاً ما تهتم بالتطورات في ذلك البلد العربي لأن مشاكله في نهاية المطاف لا تمس الشأن الإسرائيلي, على الأقل في ظاهر الأمر. وبحسب قوله فإن الإسرائيليين لا يعنيهم فيما يخص الدول العربية سوى سماع ما يهمهم فقط, وهو ما إذا كان العرب يحبون اليهود أم يبغضونهم ؟.
يشير “حوغي” إلى أن السواد الأعظم من العراقيين لا يشغلون بالهم بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي, صحيح أن بعضهم يبغضون إسرائيل، وهذا الشعور من بقايا “عهد صدام حسين”, ولكن السنوات الأخيرة أفرزت فئة ثالثة من المواطنين العراقيين الذين يدعون لعودة العلاقات مع اليهود.
إيران لم تسيطر على العراق..
يُضيف الكاتب الإسرائيلي أنه خلافاً للاعتقاد السائد في إسرائيل، فإن إيران لم تبسط هيمنتها على العراق ولم تحتله. وإن كانت إيران في الحقيقة تمثل قوة إقليمية كبيرة تسعى قدر استطاعتها لبسط نفوذها في العراق إلا أنها لا تعمل هناك بحرية. فرئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، يمقت الإيرانيين ويسعى للحد من تحركاتهم. وتحظى السياسة التي ينتهجها “العبادي” بدعم محلي ودولي، ولا سيما من جانب واشنطن، لكنه بسبب تلك السياسة يتعرض لانتقادات من جانب طهران والموالين لها داخل العراق. ولقد ارتفعت أسهم “العبادي” في الآونة الأخيرة بشكل كبير بين العراقيين بسبب موقفه المتشدد تجاه “مسعود بارزاني” فيما يخص استفتاء الشعب الكردي.
العداء لإسرائيل ليس في مصلحة الشيعة..
يلفت “حوغي” إلى أن موقع الأخبار الأميركي “المونيتور”، قد نشر منذ بضعة أيام تقريراً عن اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل بغداد وآرائهم فيما يخص إقامة علاقات مع دولة إسرائيل. حيث قال الكاتب العراقي “علي مارد الأسدي”: إن “العداء لإسرائيل ليس من مصلحة الشيعة, لذا ينبغي على الشيعة واليهود التوصل إلى تفاهمات على أُسس إنسانية مشتركة حتى يتحقق السلام في الشرق الأوسط”.
مضيفاً: أنه “إذا وضعنا جانباً تأثير نفوذ الأجندة الإيرانية في العراق وبقايا الفكر البعثي, فلن يبقى هناك أي سبب منطقي لاستمرار حالة العداء تجاه إسرائيل, وخصوصاً أن معظم الدول العربية بما فيها الدولة الفلسطينية لها علاقات مع تل أبيب”. وأكد “الأسدي” على أن الرأي العام العراقي يشهد تحولاً جذرياً ليس في صالح القضية الفلسطينية, وذلك لسببين رئيسيين وهما: “دعم الفلسطينيين لصدام حسين، الذي يمقته العراقيون، واستخدامهم للإرهاب”.
وتابع: “أن معظم الشيعة فى العراق يشعرون بالذنب لأنهم لم يفعلوا شيئاً لانقاذ الطائفة اليهودية المسالمة التى عاشت معهم جنباً إلى جنب فى سلام ووئام طيلة مئات السنين فى وطن واحد”.
السُنة يريدون السلام مع إسرائيل نكاية في إيران..
أما المُحلل السياسي “ماهر عبد جودة”، فيقول: “حتى بين العراقيين السُنة، هناك الكثيرون ممن يُعجبهم المواطنين السُنة في المملكة العربية السعودية والأردن ودول الخليج، الذين يتطلعون لإقامة علاقات مع إسرائيل”. وهو يرى أن ذلك يرجع لأسباب طائفية لأنهم يكرهون إيران الشيعية المعادية لإسرائيل.
ويعتقد أنه إذا ما أقدمت الحكومة العراقية على مناقشة إقامة علاقات مع إسرائيل فانها ستواجه معارضة من قبل الأحزاب الموالية لإيران، “لكن الرأي العام الشيعي لم يعد معادياً لإسرائيل كما كان عليه الحال في الماضي بسبب قيام العرب، بما فيهم الفلسطينيين، بتنفيذ هجمات إرهابية في العراق”.
وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن عضوة البرلمان العراقي “شروق العبايجي”، قد صرحت لـ”المونيتور”، بأن العديد من المواطنين العراقيين يريدون إقامة علاقات مع إسرائيل، لكن مواقفهم لا تمثل الخط الرسمي للحكومة العراقية.
وتضيف “العبايجي” – وهي ليبرالية تنتمي لـ”حزب التحالف المدني الديمقراطي” – “أن إسرائيل تعمل على دفع تلك التوجهات”. لكن الكاتب الإسرائيلي يقول إن النائبة البرلمانية العراقية مُخطئة في ذلك لأن الحكومة الإسرائيلية لا تهتم كثيراً بإقامة علاقات مع العراق لا في السر ولا في العلن .