منذ إندلاع الإحتجاجات داخل إيران في أواخر كانون أول/ديسمبر 2017، حاول المحللون والمعلقون فهم الدوافع وكيفية تفسير ما يحدث، ولا شك أن ترجمة الحدث مثقلة بالماضي، بما في ذلك التساؤلات حول صفقة إيران والإدارة الأميركية السابقة والإحتجاجات السابقة للإيرانيين.
وفيما يلي خمس طرق للنظر في الإحتجاجات الناشئة من خلال مناقشات بين الخبراء، أوردتها صحيفة (غيروزاليم بوست) الإسرائيلية؛ حول عدم التوافق في الآراء حول إيران، حيث تقول أن هناك ضغوطاً هائلة لفرض وجهة نظر أو إثنين على الأكثر في وسائل الإعلام حول من هم المحتجين وما هي دوافعهم.
هل إيران مثل دول الإحتجاجات الأخرى ؟
كتب “إسفنديار باتمانليغ”، من “منتدى أوروبا إيران”، في 30 كانون أول/ديسمبر المنصرم، أن الغرب يجب أن يكون حذراً من القيام بهجوم على “ثورة في طور النشأة تحتاج إلى دعم وتضامن”. وقال إن الإحتجاجات الإيرانية هي مماثلة لتلك الموجودة في البرازيل والمكسيك وتايلاند. مصيفاً إن إيران ليست حالة خاصة، وأن الإحتجاجات وقعت بسبب نظام فشل في دعم المؤسسات المدنية.
من ناحية أخرى، تعترض، “فريدا غيتيس”، كاتبة عمود الشؤون العالمية في شبكة (سي. إن. إن”، على الرأي السابق، قائلة: “كل من يعتقد أن إيران دولة عادية متوسطة الدخل، مقارنة بالمكسيك والبرازيل وتايلاند، عمياء عن الواقع الصارخ بأن إيران في الواقع مختلفة للغاية. وهي تستخدم أموالها لمحاربة بلدان أخرى، وتسجن المرشحين السياسيين، وتفرض على النساء رداءهن”.
إيران ضد السعودية..
إتهم النظام الإيراني “المملكة العربية السعودية” بدعم الإحتجاجات. وأدعى “علي شامخاني”، رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى، أن 27٪ من وسوم الإحتجاجات في إيران نشأت على مواقع التواصل الإجتماعي في المملكة العربية السعودية.
وسادت الدعوات ضد السعودية بأغلبية دوائر النقاش في إيران، حيث يقول “سام تاميز”، الذي كتب عن إيران بموقع (ناشيونال إنترست) الأميركي: “أتلقى الكثير من التعليقات من غير الإيرانيين يقولون إن الإحتجاجات في إيران تدافع عنها الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية”، ويضيف أن التعليقات تأتي من “من المهنيين من داخل المؤسسات السياسية والاقتصادية الغربية”.
على جانب آخر، يقول “علي رضا نادر”، المحلل السياسي في مؤسسة “راند” للأبحاث السياسية الأميركية، أن الإحتجاجات كانت عفوية وتجاوزت مفهوم “الإصلاحيين مقابل المتشددين”، وهي لا علاقة لها بالمملكة العربية السعودية.
“من” يقود “ماذا” في إحتجاحات إيران ؟
يقول “كريم سادغادبور”، زميل مؤسسة “كارنيغي إندومنت” الأميركية، إن المعلقين يفتقدون بعض النقاط الهامة. وكتب في مقاله المنشور في الأول من كانون ثان/يناير الجاري أنه في عام 2009، كان هناك حوالي مليون شخص إيراني يمتلكون هواتف ذكية خارج طهران، لكن اليوم أصبح هناك عدداً يتجاوز 48 مليون نسمة ممن يملكون هواتف ذكية، ويضيف: “فوجئت بظهور إحتجاجات في المدن الدينية الموالية للحكومة مثل قم ومشهد على غرار الإحتجاجات الوطنية ضد ترامب في ولاية كنتاكي”.
ويشير ” سادغادبور” إلى فيديو لهتافات نسائية يرددن: “لقد دمرتم حياتنا ونحن الآن سندمركم”، في إشارة إلى فشل جيل ثورة 1979 الإصلاحية في إيران، حيث يقول إنه ينبغي أن نولي إهتماماً لـ”سخط النساء اللواتي يعشن في إيران”، دون فقط التركيز على الإدعاءات بأن الفقر وحده ما يدفع إلى الإحتجاجات.
من هم المتظاهرون ؟
“غيسو نيا”، ناشطة حقوقية قضت 6 سنوات توثق معاملة الأقليات والمجتمعات المهمشة في إيران، قالت في تغريدة لها يوم 1 كانون أول/يناير الجاري عبر موقع (تويتر)، تحث الأشخاص على الإلتفات إلى حقوق الأقليات خارج طهران وطبقاتها الوسطى والعليا.
وتلاحظ “نيا” أن العديد من الصحافيين على مر السنين في إيران كانوا يترددون في تغطية مجموعات خارج طهران. وأضافت: “إن إيران هي نتاج الأقليات والمجموعات المهمشة وسكان طهران معاً”.
ما الذي ينبغي أن يفعله الغرب ؟
تقول صحيفة (غيروزاليم بوست) أن الإتجاه العام بين مراقبي إيران هو أن الغرب يجب أن يتوخى الحذر في دعم المظاهرات. وفي هذا الصدد، رأت صحيفة (الغارديان) البريطانية، في مقال إفتتاحي حول الأحداث أن “أعداء إيران يجب عليهم عدم تمني الإطاحة بنظامها الحالي”.
وتجيب صحيفة (نيويورك تايمز) عن تساؤل يقول، “كيف يمكن لترامب أن يساعد المتظاهرين الإيرانيين ؟”، والإجابة هي ضرورة إلتزامه الهدوء وعدم التعليق على الشأن الداخلي للجمهورية الإسلامية.
ويزعم “غوش روغين”، الكاتب في صحيفة (واشنطن بوست)، أن الولايات المتحدة كانت تنشر تغريدات مؤيدة عبر (تويتر) لدعم المتظاهرين السوريين في عام 2011، “لتتركهم يذبحون بعد ذلك”، وقد أجرى الكاتب مقارنات مع أخرين حول “كيف تدعم الولايات المتحدة المتظاهرين حول العالم ثم تتركهم فريسة الأنظمة والحكومات، وهذا ما حدث مع مناهضي صدام حسين في عام 1991 أو المتظاهرين الإيرانيين في عام 2009”.