الازمة الاخيرة باتت وراءنا ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيبقى رئيساً للحكومة وسيواصل مسيرة قيادة لبنان» كلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون نقلته عنه صحيفة «لاستامبا» الايطالية فور وصوله الى روما في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الايطالي سرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني، على ان يفتتح مؤتمر «حوارات المتوسط 2017 MED» الذي ينعقد في العاصمة الايطالية في دورته الثالثة ويستضيف شخصيات سياسية واقتصادية وفكرية عالمية ومن ضفتي المتوسط، ويستمر حتى 2 كانون الاول المقبل، ويبحث في كيفية تخطي النزاعات التي جعلت من منطقة حوض البحر الابيض المتوسط منطقة فوضى عوض ان تكون واحة سلام وحوار.
واوضح رئيس الجمهورية، رداً على سؤال حول ما آلت اليه الازمة الاخيرة المتعلقة بإستقالة الحريري «ان هذه الازمة سوف تجد لها حلاً نهائياً في بضعة ايام، وان الافرقاء اللبنانيين كافة منحوه ملء ثقتهم لاجل ذلك»، مقدّراً «وقوف العالم بأجمعه الى جانب لبنان»، وكاشفاً «ان الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وكذلك ايطاليا والمانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الامر».
وسئل الرئيس عون ما اذا كان الرئيس الحريري سيبقى رئيساً للحكومة؟ فأجاب: «بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل وخارج الحكومة وهناك ملء الثقة به».
وعن الموقف من حزب الله وانخراطه في ازمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، اجاب رئيس الجمهورية «ان حزب الله حارب ارهابيي «داعش» في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب، سيعود مقاتلوه الى البلاد». ورداً على سؤال حول ان الغرب لا يفهم التعايش مع حزب الله، اجاب «من الواجب علينا ان ندرك ان حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الاسرائيلية وهي مقاومة شعبية»، موضحاً « ان لبنان لم يبدأ الحرب ضد احد ابداً وان اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً ارهابياً «.
واشار عون الى انه «سبق له ان قاد مقاومة ضد الاحتلال السوري، ولكن خرجت سوريا من لبنان»، لافتاً الى انه «كان من الضروري ان نقوم بما قامت به كل من فرنسا والمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اي المصالحة» .وقال «ان لبنان وسوريا دولتان مجاورتان لبعضهما البعض، ومن هنا عليهما ان يتعاونا»، مشيرا الى « ان التفاهم مع سوريا سمح بتأمين حدود لبنان ومحاربة «داعش».
الى ذلك، ينتظر اللبنانيون عودة رئيس الجمهورية الى بيروت لاخراج الحل للازمة الحكومية من خلال صدور بيان عن جلسة لمجلس الوزراء بحضور كل القوى السياسية يتبنّى ما يطالب به الرئيس الحريري من نأي بالنفس والتزام بإتفاق الطائف وعدم الدخول في نزاعات مع الدول العربية.
وأكد نائب حزب الله علي فياض «أن الحزب يلتزم بما جاء في البيان الوزاري عن ان لبنان بمنأى عن الصراعات الاقليمية ولا يوجد عبارة النأي بالنفس».
وذكرت مصادر بيت الوسط الذي أجرى فيه الحريري استقبالاته بدلاً من السراي الحكومي «أن الحديث هو عن تحييد لبنان عن النزاعات العربية وليس حياد لبنان عن النزاع العربي الإسرائيلي، فالحياد هو مصطلح سياسي له بعد قانوني اما التحييد فهو الوجه الآخر للنأي بالنفس».
تزامناً ، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء «ارتياحه لمسار الوضع منذ بدء الازمة الاخيرة»، وقال «ان الاجماع اللبناني الذي تجلّى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الازمة شكّل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره «.