بقلم: د. حميد عبد الله
أن يكون العراق وساما على صدر ابنائه فذلك هو المألوف والمعروف في جدلية الانتماء والولاء بين الوطن وومواطنيه ، لكن ان يتحول العراقي الى وسام يتزين به صدار وطنه فتلك دلالة تخرج على المألوف ، وتتخطى المعروف من المسموع والمتوارث! مدينة راوة ، كما غيرها من مدن العراق، أهدت قامات باسقة من ابنائها ليكونوا رموزا ومثابات عراقية في داخل الوطن وخارجه ، وطبيب العيون الدكتور عصام الراوي بات واحدة من تلك المثابات ان لم يكن ابرزها وأكثرها لفتا للانظار ، واستقطابا للاهتمام ! يتحدث الاردنيون قبل العراقيين في مجالسهم الخاصة عن طبيب عراقي اسمه عصام الراوي ، يصفونه باستاذ الاساتذة ، ومعلم للمعلمين ، يقصده العراقيون والعرب من كل حدب وصوب ، واثقين من مهارته ، مطمئنين لحذاقته ، طامعين بسمو خلقه ، وحسن معاملته ، ورقي تعامله! بعمق خبرته ، وغزارة علمه ، وسحر لمسته ، يشفي من تدهورت ابصارهم حتى اوصلتهم الى حافات العمى ، فيغدق عليهم نعمة الابصار ، وبذخ النور !! الله هو المشافي والمعافي لكن الطبيب الماهر هو واحدة من آلاء الله ونعمائه، يرزق به الشعوب ، ويهديه الى البلدان التي تستحق ان يكون لها ابناء قاماتهم بمستوى شموخ تلك البلدان وعظمتها ! يدخل مرضى العيون الى عيادة عصام الراوي والدنيا قد اسودت في وجوههم بسبب تدهور احدى العينين او كلتيهما فيخرجون منه مبتسمين مستبشرين متفائلين واثقين ! ندرة اولئك الذين يجتمع عندهم العلم الغزيز والخلق الرفيع ، وعصام الراوي واحد من تلك الندرة ، اقولها وانا مطمئن تماما لما اقول ! من حقنا ان نفخر ونتباهى حين نسمع الى العرب والاجانب وهم يتحدثون عن مخترعين عمالقة ، واطباء أفذاذ ، ومفكرين كبار، وفنانين لايتكررون أنجبهم العراق فانتشروا في اصقاع الارض ، لكن جذورهم ظلت ممتدة بعمق في ارض بلادهم ! من حقنا ان نبدد العتمة ، ونتخطى اليأس ونقول ان عراقا ينجب هذه القامات لاخوف عليه مهما تكاثفت في سمائه الغيوم السود ، فشمسه ستشرق ذات لحظة مهما فعل المتخلفون والفاسدون واللصوص! عصام الرواي السلام عليك