قاطعت عائلة شابة عراقية مسلمة تعيش في الولايات المتحدة الأميركية ابنتهم أمل الياسري المشاركة في عرض تلفزيوني للعراة Naked and Afraid، تخوض فيه منافسة البقاء على قيد الحياة في الطبيعة مع مشترك آخر.
ولم تعترض أسرة الياسري على الخطوة فحسب بل امتنع البعض منهم وآخرين من معارفها التحدث معها بعدما علموا أنها ستشارك في البرنامج الذي سيبدأ الموسم الجديد منه في 11 مارس/آذار 2018، على فضائية Discovery Channel الأميركية.
وتدور فكرة العرض التلفزيوني الذي تشارك فيه أمل حول قضاء مشتركين (رجل وامرأة) 21 يوماً لوحدهما في الطبيعة وهم عراة، يواجهان كل ما يمرّ أمامهما من تحديات حتى يبقيا على قيد الحياة.
ونشرت الياسري على صفحتها في فيسبوك منشورات تروّج فيها للبرنامج الذي سيبدأ عرض الحلقة الأولى منه بعد أيام.
وأوضحت الياسري في حديثها لمجلة People الأميركية أنه لم يكن الجميع في محيطها جنباً إلى جنب معها، فبعض أفراد عائلتها امتنعوا عن التحدّث إليها منذ أن علموا أنها ستقوم بالمشاركة في العرض.
ما الذي دفعها لخوض تحدّي Naked and Afraid؟
الياسري وهي أم لـ3 أبناء من ولاية آيوا الأميركية، وقضت سنوات نشأتها الأولى كلاجئة عراقية قبل أن تأتي إلى الولايات المتحدة في الـ10 من عمرها، تزعم أنها تقوم بهذه المشاركة في العرض، لـ”ترسم صورة مختلفة عن النساء المسلمات، ولتظهر أنهن أقوياء وباستطاعتهن فعل كل شي، ليس فقط البقاء في المنازل وتغطية أنفسهن”.
إلا أن ما ذهبت إليه الياسري يتعارض مع الطبيعة المحافظة لمعظم المجتمعات العربية المسلمة.
واطّلعت مجلة PEOPLE على حلقة أمل اليسيري وشريكها ديوك برادي، وظهرا يواجهان تحدّيات أكبر مما يواجه معظم المشاركين- وعلى الرغم من أن المجلّة لم تقدّم الكثير من التفاصيل بهذا الشأن- إلا أنها أشارت إلى أنهما واجها الإجلاء بسبب إعصار وعندما عادا إلى المعسكر اضطرا إلى التعامل مع دببة جائعة تتجوّل من حولهم.
تقول أمل في حديثها للمجلّة “لقد مررت بالكثير في حياتي”، وتضيف “لقد حدثت أشياء كثيرة لي بينما كنت أكبر، أشياء لم يكن لي تحكّمٌ فيها. فقط حدثت لي، ولم يكن لي الخيار، هذا قد حدث لي في بعض الأحيان”.
وتتابع “لكن الشيء الذي اخترته (العرض التلفزيوني) هو أن أكون هناك، اخترت البقاء، كان من الممكن أن أستيقظ كل يوم وأنا أعرف أنني في حاجة للطعام والنار والمأوى والماء، لكن كانت لدي سيطرة أكبر بكثير على مصيري هناك. لقد جعلني هذا أشعر بأنني قويّة جداً”.
معاناتها منذ الطفولة
وتقول أمل، البالغة من العمر 34 عاماً “كانت لديّ عائلة كبيرة حقاً، وكان الكثير من أفرادها في الجيش ضد الرئيس العراقي صدّام حسين، بما فيهم والدي وإخوتي. أُلقي القبض على أخي وقُتِل أمام أمّي، كان البديل عن هذا هو أن تُشاهد جميع أفراد العائلة يموتون، فاضطّرت لاختيار أي من أبنائها عليه أن يموت”.
ومن هنا، عاش أفراد العائلة كلاجئين في الصحراء، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وتتابع أمل حديثها “لقد مضت حياتنا دون أن نعرف متى سنتناول الوجبة التالية، دون أن نعرف ما إذا كُنّا سنموت في هذا اليوم”.
وأضافت “هذا قد أحدث الفوضى برأسي، بعقلي، وبحياتي. لذلك اعتدّت النجاة، وقد ساعدني هذا على أن أجعل عقلي أقوى بكثير”.