ما لبثت أن تختفي الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام في إيران، حتى تشتعل مجددًا في إحدى المحافظات، إذ تغذيها الثقة المهزوزة في هرم الحكم بالبلاد، والأوضاع المعيشية للسكان، بحسبب تقارير إعلامية.
وشهد عدد من المدن والمحافظات الإيرانية، احتجاجات ومظاهرات مناهظة لسياسة الحكومة والنظام، رغم الإجراءات الأمنية المتشددة، وسط مطالبات بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وانطلقت في مدينة “شاهين شهر” التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران، مسيرة احتجاجية ضد الحكومة والنظام، في حين أكد المتظاهرون على المطالب التي خرج من أجلها المحتجون في 28 من كانون الأول الماضي، والتي شملت مدن مختلفة.
ووفق قناة “صوت الشعب” الداعمة للاحتجاجات، فإن المتظاهرينَ في المدينة قاموا بإحراق سيارة تابعة لقوات الشرطة، بعدما حاولت تفريق المحتجين بالقوة.
كما نظمت قوى شعبية في مدينة “هشتغرد”، التابعة لمحافظة البرز شمال إيران، مسيرة حاشدة، تنديدًا بسياسة النظام، وفقًا لما ذكرت وسائل إعلام مؤيدة للاحتجاجات.
ويرى مراقبون أن “الاحتجاجات في إيران وإن كانت متقطعة، إلا أنها تعكس تراجع ثقة الشعب بالنظام الحالي”، مرجحينَ أن “تعود الاحتجاجات فجأة كما ظهرت في كانون الأول الماضي، بسبب الأوضاع الاقتصادية، لكنها صعدت من مطالبها ورفعت شعار إسقاط النظام”.
وفي سياق متصل، ألقى رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق لاريجاني يوم الإثنين، باللائمة على الولايات المتحدة، محمّلًا إياها مسؤولية تراجع ثقة الإيرانيين بالنظام، مشيرًا إلى أن من سمّاهم “الأعداء” يستغلون المشكلات المعيشية للناس، ويبثون “السموم” ضد النظام.
وقال لاريجاني بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء “ميزان نيوز” التابعة للسلطة القضائية، إن “أمريكا تسعى وراء إيجاد شرخ بين الإيرانيين ونشر السموم حول مبادئ الثورة”.