بقلم: موفق الخطاب
مضى اليوم قرابة 260 يوما على طوفان الأقصى وعشرات آلاف القرابين من الرضع والاطفال والشيوخ والنساء قد نحرت و ما زالت تنحر على يد اعداء الله و الانسانية، وصراخ الثكالى يؤرق من كان في قلبه بقايا من ذرة إنسانية ورحمة ، لكنه مما يؤسف له لم تطرق مسامع بعض من قادة العرب والمسلمين التي اصابها الصمم بعد ان تحجرت قلوبهم.
واكاد اجزم أننا في توقيت حرج لتتدحرج بعدها كرة النار وستتجاوز حدود غزة ومعبر رفح والضفة واكاد ارى شررها في سماء بيروت و عدة عواصم ظنت انها و بسكوتها ومداهنتها بالخفاء والعلن للعدو ستكون بمنأى عن غدرهم واهمين أن العهود والمواثيق المبرمة معهم ستكون لهم مظلة و سترة نجاة !
تعالوا بنا سادتي نستعرض بكم بعضا من الخانعين والمنافقين الذين ظلوا لعقود يسغفلونا بشعاراتهم ويعتاشون على مصائبنا ثم تولوا يوم الزحف مدبرين:
* فلنبدأ بمن يسمون انفسهم بعلماء الأمة و وعاظها ممن كانوا يحثون الناس على الجهاد والدفاع عن المقدسات وتحمر وتنتفخ أوداجهم من فوق المنابر و في الفضائيات يصارخون لكنهم اليوم يعتلون نفس المنابر ليحدثوا الناس عن نواقض الوضوء وغسل الجنابة وعدة الطلاق والحيض و النفاس !
* و أولئك الذين رفعوا لعقود الشعارات التي تنادي بتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من براثن المحتل من اغلب الأحزاب الدينية وحتى العلمانية والقومية منها ولم نسمع منهم اليوم سوى الاستنكار واصدار بيانات الإدانة المخجلة
* ولا تحدثني عن بعض أولئك الزعماء والقادة الذين بنوا جيوشا جرارة وتهاونوا حتى في تفريخ المليشيات داخل دولهم والتي تتخذ من الله و القدس عنوانا لها وأهدروا المليارات في بناء ترسانة مخيفة من الصواريخ والمدافع والدروع والطائرات واغلبها خردة مفروضة عليهم بعد أن إقتطعوا أموالها من مقدرات وخيرات شعوبهم وهم يتضورون جوعا من جراء الضرائب والبطالة وفسادهم المستشري فيهم و بطانتهم ، فإذا بهم يسقطونها على رؤوس الأبرياء من شعوبهم أو في حروب داخلية فيما بينهم ليتواروا عند ساعة العسرة عن الأنظار !
* وما اقبح داعش وماعش والنصرة والقاعدة وفيلق القدس وحزب الله والحوثي بجميع تشكيلاتهم الذين اوهمونا بمسيراتهم وصواريخهم البالستية التي لم تهدم حتى بيت طين او تحرق آلية للعدو !!و استعراضات الحرس الثوري وقادتهم الجبناء الذين عاثوا في ايران و بلداننا فسادا وكانت ميادين قتالهم الحقيقية في حارات الموصل و ديالى وحلب وأدلب وصنعاء و بيروت ، او مسخرة اعتراض الحوثي لبواخر في عرض البحر الاحمر في مسرحية مكشوفة، وصواريخ السيد التي لم تتجاوز العمود !
أين المفتين منهم و أين متحدثيهم؟
أين إعلامهم وقنواتهم وكاميراتهم الرقمية المتطورة التي كانوا يصورون بها ضحاياهم؟
أين سيد المقاومة ولماذا إختفى عن الأنظار ولن نسمع منه سوى خطبته العقيمة؟؟
جميعهم اليوم كتلك النعامة التي تخفي رأسها عن السباع وعورتها مكشوفة للضباع!
ما أقبح أولئك الذين يسمون أنفسهم دعاة ومصلحين المعروفين بالفتاوى الضالة الذين أججوا الشارع وساقوا الشباب بإستثناء ابنائهم إلى المحارق في إفغانستان والعراق وسوريا وليبيا بعد أن شحنوهم حقدا وكفرا وضلالا ليفجروا أنفسهم وسط بني جلدتهم !
ما احقر إعلامنا وقنواتنا وصحفنا التي لا تنقل لنا من صور المعركة في غزة إلا مناظر الدماء والأشلاء والخراب والدمار محاولة لتثبيط العزائم والهمم ويغضون الطرف عما يجري داخل صفوف العدو ومستوطناته ومدنه وهيجان الشارع الصهيوني والغربي ضد المجرم نتينياهو وحكومته الغارقة في دماء الابرياء !!
* ما أقبحهم عندما يشككون ويطعنون بالمقاومين الصامدين في ارض الرباط من الأبطال ومن يساندهم من الشعوب الحرة ليصفونهم تارة بالإرهابيين والجهلة وأخرى بأنهم دعاة الفتنة وشق الصف والخروج عن طاعة ولي الأمر، وتراهم يبررون الأعذار للعدو المغتصب..
وأين ومن هو ولي الأمر وصاحب الكلمة الفصل ولماذا يلتزم الصمت وأهلنا يذبحون كالخراف ؟؟؟
فهل هنالك من شك بأن أذرع الكيان الصهيوني متغلغة في كل زوايا الدار ؟؟
لكن صدقوني فإن ستر النجاة ومضلات الهبوط سوف لن تعمل عندما تشتد الريح السموم و يجتاحكم الطوفان ..