دروس من الفاجعة… الكرادة
سلام الرفاعي
في مثل هذه الأيام المباركة الحرام يأبى المجرمون إلا أن يسفكوا فيها دماء الأبرياء من العراقيين وبطريقة وحشية منكرة لا تنم إلا عن حقد دفين وتمرس في الجريمة والقتل. ورغم بشاعة الجريمة ودمويتها ووقعها الأليم في نفس العراق والعراقيين الذين تمازجت دمائهم على أرض المكان الذي حدثت فيه الجريمة إلا انه من المناسب الآن استنباط الدروس والعبر منها وأول تلك الدروس هو أن الله يأبى إلا أن يكشف الكذبة التي طالما روج لها المجرمون من السياسيين وأجهزة حكهم البائس والتي ترمي بكل تفجير اجرامي يحصل حتى في آخر شبر من العراق على الفلوجة وأهلها . أما وقد صارت الفلوجة خالية من أهلها الذين توزعوا بين قتيل ومعتقل ومشرد في العراء فمن يا ترى الفاعل ؟ وثاني هذه الدروس أن الطغمة الحاكمة في بغداد وأحزاب الفاشية والعنصرية التي تقف وراء مجرميها لا زالت تراهن على اعادة لحمة شارعها وتوحيده من خلال هذه الأعمال الوحشية التي يلقون بها على الطرف الآخر اذ سرعان ما ترى تسجيلات فيديو مقصودة يتزامن اخراجها مع الحدث يظهر فيها بعض الرعاع والأدعياء ليلقوا بالتهمة على الطائفة الأخرى ويتوعدوها بالويل والثبور لخلق رأي عام لا علاقة له بالحقيقة ولا بالجريمة ولا بالمجرمين وينسى الناس على عادتهم مصابهم الأليم وينصرفون الى الكلام في الثأر والنعرات الطائفية التي يتم تسويقها مع الحدث. وثالث هذه الدروس هو التحقق من دموية وفاشية هذه الطغمة واستهتارها بالدم العراقي وفشلها في حفظ الدم العراقي بعد كل هذه السنين خصوصا وأنها شريكة الى العظم في سفكه. لكن الدرس الأعظم في الجريمة هو معرفة أن العراق والعراقيين مستهدفون بغض النظر عن هوياتهم وتشاء الارادة الالهية أن تكشف زيف الدعاوى الطائفية ومحاولات التجيير الطائفي من خلال هذا التنوع في انتماءات ضحايا هذا الحادث الأليم. اللهم بحقك عليك وبحرمة أيامك الحرم وبحق أسمك الأعظم تقبل الأبرياء من شعبنا الذين قتلوا ظلما وعدوانا وبغيا برحمتك وكن لهم وليا وانتقم لهم ممن ظلمهم انك سميع مجيب وإنا لله وإنا اليه راجعون.