بقلم: المؤرخ تامر الزغاري
لمن يدعو لرفع الشواهد العباسية من بغداد الرشيد
اقول :ان كنتم جادين فعليكم ان تزيلوا بغداد من الوجود فكل شبر من ارضها عباسي
ولا تنسوا ازالة سامراء كلها فهي عاصمة المعتصم بالله (وامعتصماه )ان نسيتم نذكركم بمن ازال هيمنة الروم بعد ان استجارت به أمرأة مسلمة .
كذلك بعد ان تنتهوا من شواهد ومدن الحضارة العباسية الرشيدة في العراق المبتلى بالمتعفنين ، عليكم بالعاصمة الايرانية طهران ، فان من اسسها وبناها هو الامير محمد المهدي بن جعفر المنصور حين ولاه ابوه ابو جعفر المنصور واليا على خراسان ، ولكنه فضل بناء مدينة جديدة أسماها المدينة المحمدية على انقاض معسكر مهجور
واليكم الحكاية
طهران عاصمة إيران بناها العباسيون
إسمها الحقيقي المدينة المحمدية بناها الخليفة محمد المهدي، لكن إيران تخفي التاريخ العباسي وتنكر إنجازاتهم
موقع المدينة قبل العباسيين
في عام 22 هجري الموافق 643 م نجح القائد نعيم المازني في فتح مناطق من شمال بلاد فارس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (ر)، وكان من ضمن المناطق المفتوحة منطقة كان بها مدينة مندثرة من عهد البارثيين كانت تدعى مدينة أرساسيا، وقد قام الفرس الساسانيين بتدميرها عام 224م، وأصبح موقعها عبارة عن منطقة زراعية وقاعدة عسكرية لمواجهة الروم بشكل مستمر، بحكم موقعها المشرف على القوقاز والأناضول.
فقام القائد نعيم المازني بجعل موقعها معسكرا للجيش، وكان إسمه معسكر الري، واستمر الموقع معسكرا خلال فترة حكم الخلافة الراشدة والخلافة الأموية ولم يكن بها أي مباني.
قيام العباسيين ببناء المدينة المحمدية “طهران”
في عام 141 هجري الموافق 758م قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بتعيين ابنه وولي عهده الأمير محمد المهدي واليا على خراسان، وفي عام 143 هجري الموافق 760م نجح محمد المهدي في فتح طبرستان، وخلال مراحل هذه الحملة تواجد محمد المهدي في معسكر الري، فأعجبه موقعها والإقامة بها، فقرر أن يبني مدينة مكانها، فدعمه الخليفة أبو جعفر المنصور في ذلك.
–
وتم إتمام بنائها في عام 147 هجري الموافق 764م، واتُخذ إسم “المدينة المحمدية” إسما رسميا لها، نسبة إلى بانيها الأمير العباسي محمد المهدي، ولكن بقي إسم مدينة الري من الأسماء المعروفة بها نسبة للمعسكر الذي كان في موقعها، وكذلك عرفت بإسم “المدينة”.
–
وقد بدأ المهدي ببناء القلعة ودار الإمارة والمسجد والسجن، وبنى لنفسه قصراً مطلا على دار الإمارة والمسجد، ثم قام ببناء البيوت والأسواق، وقام بجلب أسر جنود المعسكر ليكونوا سكان المدينة، ثم قام ببناء سور المدينة ودفاعاتها، واستمر المهدي مقيماً في المدينة المحمدية إلى أن تولى الخلافة، وخلال هذه الفترة ولد فيها ولداه موسى الهادي وهارون الرشيد، وقد أصبحت بشكل فعلي مركز الولايات الشرقية.
–
وبعد تولي الخليفة العباسي محمد المهدي للحكم عام 158 هجري الموافق 775م إهتم بالمدينة المحمدية وجعل منها ثاني أهم مدينة في سك العملة العباسية بعد بغداد، وجعلها أحد مراكز البريد السريع، وأحد أهم المراكز التجارية، وأنشأ بها الحدائق، وكان الخليفة العباسي هارون الرشيد خلال فترة حكمه يصل دائمًا إلى المدينة المحمدية أثناء حملاته نحو الشرق أو القوقاز، واستمر إزدهار المدينة المحمدية خلال حكم باقي الخلفاء العباسيين في العراق، وحتى بعد إعادة تقسيم الولايات تم اتخاذها عاصمة لولاية الجبال، ووصل عدد سكانها إلى نصف مليون نسمة في آخر إحصاء عباسي لعدد السكان قبل الغزو المغولي.
–
–
تحول المحمدية إلى طهران بعد العباسيين
–
–
في عام 1257م نجح المغول في السيطرة على المحمدية بعد خيانة والي بلاد فارس دكلا السلغوري الذي خان الخليفة وفتح أراضي ولايته للجيوش المغولية التي نجحت في إحتلال بغداد عام 1258م وقتلوا آخر الخلفاء العباسيين في العراق الخليفة العباسي الشهيد عبد الله المستعصم بالله.
–
وفي عام 1786م إتخذها الملك محمد آغا قاجار عاصمة لإيران، ولكن تم تغيير إسمها من المدينة المحمدية إلى مدينة طهران، وعلى الرغم من أن إسم طهران هو نسبة لقرية صغيرة تدعى طهران كانت بجانب المدينة المحمدية، وأن قرية طهران ظهرت أيضا في العصر العباسي، ولكن يعتبر تغيير إسم المدينة في إطار تزوير التاريخ ومحاولة لطمس عباسية هذه المدينة.
–
فقد تم الإدعاء بأن هذه المدينة تم تدميرها بعد الغزو المغولي، وأن أرضها كانت خراباً إلى أن قام الإيرانيون ببنائها واتخاذها عاصمة لهم، وهذا تزوير للتاريخ، فقد بقيت المدينة مزدهرة مستمرة، على الرغم من إنخفاض قيمتها ودورها بعد العباسيين، فقد ذكرها سفير قشتالة روي دي كلافيجو الذي زارها عام 1404م، وفيها توفي السلطان التيموري خليل عام 1411م والسلطان التيموري شاه رخ عام 1447م، وفي عام 1593م ذكرها الجغرافي الفارسي أمين الرازي بأنها مدينة مليئة بالحدائق، وزارها الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فالي عام 1618م ووصفها بالمدينة الكبيرة، وزارها الرحالة الإنجليزي توماس هربرت عام 1627م.
–
ولم يكن طمس هويتها العباسية هو الأمر الوحيد، بل تم ربط المدينة بأمور وهمية تتعلق بالديانة الزرادشتية بهدف تحويل هذه المدينة إلى مدينة مقدسة عند الفرس، فقد تم الإدعاء بأن زرادشت خرج منها، وبأنها كانت مركز النار المقدسة زمن الساسانيين، وحتى المسجد الذي بناه الخليفة العباسي محمد المهدي ادعوا أن في داخله قبراً لأحد أحفاد سيدنا الحسين (ر)، وحتى هنالك ضريح فيها تارة يدعون بأنه قبر شهربانو بنت يزدجرد التي قيل بأن الحسين (ر) تزوجها، وتارة يدعون بأنه ملاذ لأناهيتا المقدسة عند الزرادشتيين.
–
وحتى في الزمن الحالي يتم نسبة أي مبنى أثري قديم جداً فيها، لأي عصر قبل العصر العباسي، رغم أن كافة المصادر بما فيها الموسوعة الإيرانية أكدت بأن الخليفة العباسي محمد المهدي بنى المدينة على أرض خالية، وأنه جرف أرضها ودمر كافة الأطلال المتبقية فيها قبل أن يقوم ببناء المدينة.
***** المصادر:
1) معجم البلدان، ياقوت الحموي
2) Encyclopædia Iranica, Rocco Rante
3) The Linguistic History of Rayy up to the Early 4) Islamic Period, Hassan Rezai
5) Tehran i. a Persian city at the Foot of the Alborz, Xavier Planhol
6) تاريخ طبرستان، ابن اسفنديار
7) تاريخ الأمم والملوك، الطبري
😎 First Encyclopaedia of Islam, M.T. Houtsma.
******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
******************