تكررت في الأونة الأخيرة حوادث سقوط طائرات تقل “أمراء وشيوخ” من العوائل الحاكمة في الدول الخليجية وسط تكهنات حول مصداقية هذه الحوادث وتوقعات بكونها مفتعلة تحت تأثير التنافس على المناصب ومواريث الحكم.
نتذكر جميعنا حادث الطائرة الشراعية التي تقل الشيخ احمد بن زايد آل نهيان شقيق الرئيس الاماراتي العضو المنتدب في جهاز ابوظبي للاستثمار والعثور على جثته في بحيرة سد بالمغرب.
بعد هذه الحادثة اتهمت عدد من وسائل الاعلام العالمية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتدبير عملية اغتيال شقيقه نتيجة للصراع المحتدم بينهما على منصب ولاية العهد والتخطيط للهيمنة على مواريث الحكم بعد أخوهما الأكبر “خليفة بن زايد آل نهيان”.
بعد ذلك وخلال فترة الحرب على اليمن نجى صهر محمد بن زايد “زايد بن حمدان بن زايد ال نهيان” من حادثة مروحية قيل انها نفذت هبوطا اضطراريا وسط تكهنات عن وجود أياد خفية حاولت تنفيذ عملية الاغتيال, وكما معلوم فإن الأخير كان على خلاف مع عمه الشيخ محمد بن زايد المخطط للاستيلاء على الحكم بتصفية كل معارضيه ومنافسيه.
بن زايد ومن خلال شركة “بلاك ووتر” سيئة الصيت هو المتهم الأول في التخطيط لهذه العمليات وآخرها مصرع الأمير السعودي “منصور بن مقرن” بحادثة سقوط مروحيته وهي الأولى من نوعها في السعودية وشاءت الصدف ان تأتي بالتزامن مع الأنقلاب الأبيض الذي نفذه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” واعتقاله لجميع معارضيه من أبناء عمومته في الأسرة الحاكمة.
الأمير الراحل “منصور بن مقرن” هو من أشد معارضي “بن سلمان” ويقال انه هو نفسه “مجتهد” المغرد الشهير والمعارض السعودي على موقع تويتر وقد كشف المئات بل الآلاف من الأسرار والملفات السرية التي لا يطلع عليها الا المتنفذين داخل اروقة القصور الملكية وبعض ما كشفه كان من داخل غرف النوم وأسرة الأمراء والحاكمين.
“بن مقرن” كان على رأس القائمة التي استدعاها “بن سلمان” لحضور اجتماع ملكي هام, ومن ثم نفذ خطته بمحاصرة فندق الـ”ريتز كارلتون” بقوة من الأمن الوطني واحتجز الأمراء فيه قبل الاعلان عن اعتقالهم بتهم فساد كانت مرتبة ومهيأة مسبقاً, إلا إن “بن مقرن” لم يحضر الاجتماع لعلمه المسبق بخفايا الأمور وكشفه للمخطط الذي يسعى ولي عهد المملكة لتنفيذه, حيث سبقت هذه الحادثة توقعات عديدة وتغريدات من حساب “مجتهد” على تويتر, والذي وكما أسلفنا يعتقد انه هو “بن مقرن” بشكل مباشر أو غير مباشر, وتحدثت معظم التغريدات عن مساعي ولي العهد لتصفية كل خصومه من أبناء الاسرة الحاكمة.
كل هذه المعلومات دفعت بالأمير “منصور بن مقرن” للهرب عبر طائرة مروحية نتيجة لحظر اقلاع الطائرات الخاصة الذي فرضه ولي العهد, الا ان محاولته بائت بالفشل بعد ان اعترضت مروحيته طائرة عسكرية يقال انها “إماراتية” وبأوامر من “بن زايد” الحليف القوي لولي العهد السعودي والذي تسيطر مقاتلاته على الأجواء في جنوب السعودية نتيجة للحرب الدائرة هناك.
بقي أن نذكر الدور الكبير الذي تلعبه شركة “بلاك ووتر” وسط كل هذه الاحداث والذي أكده أيضا حساب “مجتهد” عبر تغريدات عديدة كشف فيها عن ضلوع هذه الشركة وتغلغلها حتى داخل أروقة المخابرات السعودية وانها تدير حاليا عمليات التحقيق والاستجواب مع الأمراء المعتقلين, وهذه الشركة مسؤولة أيضا عن السجون التي أنشأتها الأمارات في عدن والتي كشفت منظمة حقوق الأنسان عن خروقات كبيرة في أروقتها واتباع اساليب التعذيب وعمليات استجواب باستخدام القوة وهو مانفته الامارات ومنع “بن زايد” أيا من اللجان التابعة للمنظمات الدولية من زيارة هذه السجون خوفا من كشف الحقائق.
المصدر: سكاي برس
