حنين النوق
منتظر الزيدي
يلومني البعض قائلا.. لماذا تتشبث بسمال ثياب الوطن المتهرئة، وتفوت فرص النجاة في اصقاع العالم…؟؟
فأجيب
انني اشم رائحة امي في سعفات نخيل العراق واسمع صوت ابي الراحل في كل آذان صلاة.. في اسمال وطني رائحة مهدي..وصرخاتي الاولى..ورشفات نهلتها من نهريه..في وطني انين المظلومين يشدني اليه مخالفا كل قوانين الفيزياء..احب كل شيء في بلادي.. خرائبه وعجائزه..نواح نساءه..بل حتى نباح كلابه…تسألونني ماذا يعني العراق..اسالوا القلب عن شرايينه..اسالوا الام عن وليدها.. اسالوا النهر عن ولعه بقبلة الضفاف..اسالوا المخمور عن اول حبيبة مع اخر كأس فسيجيبكم بدموع تحجب الكلام..كما دموع النهر…
اه ياوطن الحزن..ياصديق الغربة..انت منقذي ولعنتي…احملك في حقيبة السفر ..وعلى جواز ذاكرتي.. شوارعك تطوف بي وانا بعيد عنك..اطلقها على شوارع الاخرين ..دون ان يشعروا..اتلذذ بذلك كمن يردد اسم حبيبته مع نفسه…
ياوطني ياجرحي المعتق..تهمتي اني احبك دون مقابل..حتى وانت صامت لاتجيب على نداء من يعشقك..
ايها الليل الطويل ..سر ليلا الى العراق..واحمل معك رسالتي هذه..ولا تقرأها عليه بحضرة النجوم ..
وان اردت الاختصار..
قل له اني اقبل اعتاب اقدامه كل مساء..