كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن قرب الإعلان عن تعديل وزاري هو الأكبر في مسار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأكدت المصادر أن التعديل الذي من المحتمل أن يتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمة يأتي انسجاما مع محاولات إنهاء حالة الجمود السياسي والعسكري التي يشهدها الملف اليمني وتفعيل مؤسسات الشرعية وتحسين أدائها، بما يتلاءم مع التوجهات الدولية والإقليمية نحو حسم الملف اليمني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
وتأتي الترتيبات السياسية الجديدة، في ظلّ تغييرات ملموسة طرأت على الوضع الميداني في اليمن لاحت معها بوادر حسم عسكري وشيك، حيث كسر الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي حالة الجمود التي سيطرت على معظم جبهات القتال، وحقق تقدما هو الأول من نوعه منذ مطلع العام الجاري في جبهة نهم الاستراتيجية باتجاه العاصمة صنعاء.
وفي تصريح لـ”العرب” قال الناطق باسم المنطقة العسكرية الخامسة العقيد عبدالله الشندقي إن قوات من الجيش الوطني تمكنت من تحرير عدد من المناطق الجديدة في نهم من بينها سد بني بارق والنعيله وجبال ضبوعة، إضافة إلى تحرير قرى الحنيشة والجميدة وآل الحاج ونشامه وجربت الكرع، وخمسة عشر موقعا آخر.
ووفقا لمراقبين تكمن أهمية هذه الانتصارات في كونها أعادت للواجهة من جديد خيار الحسم العسكري في إحدى أهم الجبهات التي يعتبرها البعض بوابة الانتصار في معركة صنعاء.
ويصف المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي في تصريح لـ”العرب” التطورات الميدانية التي شهدتها جبهة صنعاء بأنها تحركات مهمة وغير معهودة، من حيث كونها ترجمة لتصريحات ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة بشأن الحرب في اليمن والتي مفادها أن السعودية لن تسمح بقيام حزب الله جديد على حدودها، وما تلا تلك التصريحات من اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف العربي ورؤساء الأركان في العاصمة السعودية الرياض.
مرحلة ما بعد الاجتماع الأخير لوزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش دول التحالف العربي لدعم الشرعية في الرياض لن تكون كما قبله
واعتبر المجيدي أن زيارة نائب الرئيس علي محسن الأحمر لجبهة نهم في هذا التوقيت تعطي مؤشرا هاما على رغبة الشرعية والتحالف في تحقيق إنجاز عسكري استثنائي يخرج الوضع من حالة اللاسلم واللاحرب.
ولفت المجيدي إلى تنامي رغبة وطنية وعربية ودولية في كسر الجمود الحاصل في الجبهات وتحقيق انتصار ما في جبهة نهم وإعطاء رسالة مزدوجة للداخل بأن الحل العسكري مازال مطروحا، وبقوة، في حال رفضت الميليشيات تسليم السلاح، إلى جانب كونها رسالة أخرى لإيران مفادها أنه لا مكان لها في اليمن وفي جنوب السعودية والخليج العربي.
وأشار مراقبون إلى أن الملف اليمني سيشهد في الفترة القريبة القادمة الكثير من التحولات البارزة بما في ذلك إعادة صياغة التحالفات في معسكر الشرعية، وهو ما تنبئ به التحركات الدبلوماسية والسياسية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض والتي تكشف عن رغبة الإقليم والمجتمع الدولي على السواء في عدم ترك الأزمة اليمنية محكومة إلى ما لا نهاية بحالة اللا سلم واللا حرب.
ويعتبر المراقبون أن مرحلة ما بعد الاجتماع المشترك الأخير لوزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش دول التحالف العربي لدعم الشرعية لن تكون كما قبله، حيث عبرت الدول المنخرطة في التحالف بشكل واضح عن إصرارها على الدخول في مرحلة الحسم على المسارين السياسي والعسكري، ومجابهة النفوذ الإيراني في اليمن بدفع قوي من المملكة العربية السعودية.