جعجعة ترامب بلا طحين ..!
بقلم: الدكتور عبدالرزاق الدليمي
منذ ايّام وانا انوي تدوين بعض الملاحظات حول سلوك الادارات الامريكية بما فيها إدارة ترامب حيث كثرة التحليلات وضاع رأس الخيط وتشابكت الآراء حتى اصبح من العسير فهم مايحدث اوماسيحدث لاحقا وهنا ولأغراض فك بعض الشفرات في هذه الفوضى اسجل هذه الملاحظات وامل ان اكون قد وفقت بالإحاطة بالموضوع: ١-مثلما يعمل نظام الملالي بسياسة الهروب الى الإمام لابعاد اهتمام الشعوب الإيرانية عن فشل حكمهم يستخدم ترامب نفس الأسلوب حيث يهرب من المشاكل التي تحيط به مثل تهمة تعامله مع روسيا الى موضوع الجدار العازل مع المكسيك، ناهيك عن مشاكل الشركات الكبرى في موضوع تلويث الطبيعة والاحتباس الحراري الذي تتحمل الشركات المسؤلية الاولى فيه اضافة الى خدمة شركات النفط الامريكية في موضوع الأسعار وشركات السلاح التي تجد فرصها الذهبية لبيع منتجاتها القديمة والترويج لمنتجاتها الجديدة والأسواق الخليجية مفتوحة للشراء ٢-لحد الان تعتقد الجهات التي تقود العالم ومنها ادارات امريكا المتعاقبة انه ليس من مصلحتهم تفكيك ايران رغم انه هدف سهل جدا كما ان هذه الجهات ذاتها لاترى من مصلحتها تقويض النظام سيما وان وجود نظام الملالي وسياساته العدوانية اداة لامتصاص كل ثروات الخليج ٣-حقق نظام الملالي كل تطلعات واهداف الغرب المتصهين حيث لم يكتفي بتمزيق أوصال الوطن العربي حسب بل مزق دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان وحول الصراع من عربي صهيوني الى صراعات مذهبية وعرقية ٤-ظهر واضحا ان امريكا اعتمدت على نظام الملالي في احتلال العراق وأفغانستان وهذا ما صرح به خامنئي وغيره من المسؤلين بمرات عديده ٥-هناك لوبي إيراني مهم في امريكا ويعد الثاني بعد اللوبي الصهيوني وله امتدادات في داخل الكونغرس ومفاصل الدولة الامريكية العميقة وهذا اللوبي لم ولن يسمح بان تضرب ايران ٦-جعجعة السلاح الذي حشدت له إدارة ترامب يبدو انه لحد الان لغايات استعراضية دعائية امام العالم ولطمئنة حكام الخليج وللضغط على نظام الملالي لتغيير موقفهم ازاء بعض البنود من الاتفاق النووي علما انه سبق لإدارة ترامب ان حشدت أضعاف هذه القوات والأسلحة المتطورة اثناء الأزمة مع كوريا الشمالية قبل اكثر من عام وأدت الى تخفيف التوتر بين الكوريتين واللقاء بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي ٧-اهم قضية يجب ان تفضي اليها هذه المسرحية هي تمرير صفقة القرن ففي الوقت الذي تركز فيه ماكنة الدعاية الصهيونية على حلبة الصراع وتبادل الأدوار والتصريحات النارية بين إدارة ترامب وخامنئي وثلته تستمر عملية تنفيذ مخطط تصفية ما تبقى من قضية فلسطين بما سمي بصفقة القرن وهذا هو الإنجاز الذي سيمهد لترامب تجديد ولايته الثانية بنجاح ٨-ربما سيتطلب سيناريو الضحك على ذقون العالم وتحديدا دول الخليج أقول ربما ستكون عمليات عسكرية محدودة ومتفق عليها بين الطرفين ٩-سبق لي ان استشارني ريتشارد مورفي في عام ٢٠٠٦ بجدوى استخدام القوة العسكرية ضد نظام الملالي فاقترحت عليه ان يعملوا على تفتيت ايران من الداخل لان استخدام القوة العسكرية سيقوي النظام ويجعل الشعوب الإيرانية تلتف حوله بل ان ذلك سيعطيه قوة وديمومة بعد ان كان معزولا وضعيفا بمعنى ان امريكا اذا تريد فعلا إنهاء النظام في طهران يمكن بسهولة ان تؤجج الوضع الداخلي وتثور القوميات وتعلن انفصالها وعندها لن يعود هناك شئ اسمه ايران ١١-اشدد هنا لو ان إدارة ترامب تريد خدمة حلفاؤها من دول الخليج وتتخلص من إزعاجات الملالي او اَي نظام اخر في ايران يمكن تحرير الأحواز وإعلانها دولة وبذلك لن يعود لإيران منفذ على الخليج العربي كما ان كل النفط والزراعة والثروات الاخرى ستحرم منها ايران….الا اني اجزم ان امريكا وبريطانيا وروسيا والصين لن يقدموا على أضعاف النظام في ايران أيا كانت هويته طالما انه يخدم الكيان الصهيوني ١٢-ذاكرة الشعوب للاسف أصبحت مثل ذاكرة السمك وستغير ماكنات الدعاية الصهيونية أولويات شعبنا العربي وسننسى هذه المسرحية لان هناك مسرحيات اشد ايلاما سنعيشها لاحقا وهي كفيلة بطي صفحة ماتحاول عقولنا تخيله من صورة للضوء في نهاية النفق المظلم الذي قبلنا صاغرين ان نعيش فيه وآخر الكلام أقول ان الأوضاع التي نعاني منها والأنظمة التي نكتوي بنار جورها هي صناعة الأطراف التي نمني أنفسنا انها هي المنقذ وعلى سبيل المثال لا الحصر فان ٩٩٪ من العراقيين وضعوا كل احلامهم بمسرحية ترامب للتخلص من الأوضاع الكارثية التي وجدوا أنفسهم يعيشون في كنفها بعد احتلال بلدهم ونسوا ان امريكا المؤسسات امريكا المتحكمة بالعالم هي من احتلتنا وهي من جلبت هذه العاهات وسلطتها على رقابنا وهي وإسرائيل وحلفاؤهم الملالي لن يغيروا هذا النظام المحاصصي ولن يسمحوا لأصحاب الغيرة والضمير والشرف من العراقيين تغييره !