واصلت الولايات المتحدة مساعيها لثني إقليم كوردستان عن استفتاء الاستقلال الذي أجري في الخامس والعشرين من أيلول المنصرم حتى اللحظات الأخيرة، وآخر تلك المحاولات كانت قبل يومين من موعد الاستفتاء لكنها جاءت متأخرة جداً ولم تنجح في تحقيق هدفها.
رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، رفض المبادرة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا والعراق قبيل حلول موعد الاستفتاء، وتضمنت إجراء الحوار بين الكورد وبغداد لمنح المزيد من صلاحيات الإدارة الذاتية وحتى ذكر احتمالية الاستقلال بدعم من المجتمع الدولي. وبموجب مسودة الرسالة غير المنشورة، فإن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، تعهد في 23 أيلول 2017، بدعم أمريكا والأمم المتحدة لمفاوضات تمتد لمدة عام بين الكورد وحكومة بغداد، لتسوية عدد من الملفات المهمة والتي أصبحت سبباً في توتير العلاقات خلال السنوات الماضية. وتطرقت المبادرة لموقع القوات الكوردية (البيشمركة)، والاتفاقيات الخاصة بالرحلات الجوية المدنية في إقليم كوردستان وتوزيع الإيرادات الوطنية والعائدات النفطية، والمناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك، فضلاً عن الممثليات الدبلوماسية، والأهم من كل ذلك هو ما اختتمت به المسودة والتي تضمنت أنه في حال فشلت المفاوضات جراء انعدام الثقة “فإننا حينها سنعترف بالحاجة إلى الاستفتاء”. البارزاني والقادة الكورد الآخرون أكدوا أن الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال، لذا طالبوا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ببدء المفاوضات التي اقترحها العبادي وتيلرسون وبريطانيا في 23 أيلول. يبدو أن هذا المقترح لن يُعمل به بعد الآن، وخلال الـ24 ساعة الماضية، اقتربت البيشمركة الكوردية والميليشيات العراقية وقوات الجيش من بعضها البعض بشكل مقلق قرب كركوك وهي من المدن الغنية بالنفط والتي قام ديكتاتور العراق السابق، صدام حسين، بطرد الكورد منها، وفي عام 2014 وقعت كركوك تحت سيطرة البيشمركة الكوردية، حينما انهار الجيش العراقي أمام هجمات الدولة الإسلامية، وخلال الأيام الماضية، أرسل البارزاني المزيد من قوات البيشمركة إلى المنطقة، في الوقت الذي تحشدت فيه الشرطة العراقية والجيش والميليشيات في قرية البشير جنوب المدينة.