الخليج والدرس العراقي؟
المتابع يتسائل :هل اتعض الخليج من كيدهم بالعراق ونتائجه عليهم ام انها أدوار يجب على الساسة في المنطقة جمعا ان يؤدوا دور الابطال لها ، ثم ينتظرون الدور القادم والبطولة القادمة لمشهد آخر .؟ هل مجلس التاون الخليجي في حالة قوة ليقاطع جزءا من منظومة ام في حالة ضعف ويجب ان يعالج مشاكله بالحكمة والروية بعيدا عن التسرع في القرارات وردود الافعال الغير محسوبة من جميع الجوانب ،اجتماعيا وسياسيا وعسكريا ، واقول اجتماعيا أوَّلا لاهمية ذلك في هذه المنظومة العربية لان دول الخليج فيها من الاواصر والعلاقات الاجتماعية ما لم تجده في كثير من بلدان المنطقة . اخطأ صدام حسين بدخوله على الكويت ، فاتفق العرب على صدام واتفقت معهم ايران تحت (عدو عدوي صديقي) وجيء بالتحالف وسُلّم العراق لايران بأرادة وغباء خليجي واضح ،لانها دولة لها طموح لاتفكر كما يفكر الآخرون ، بل تريد ان تكون لاعبا فعالا لا على منصة الاحتياط ، والكل يعرف ذلك وما نتج من احداث بعد. واليوم نتفاجأ جميعا مسلمون وعرب على الدور والاكشن الذي يلعبه وتلعبه المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وبهذا الوقت الحساس والصعب على المنظومة الخليجية ، لكن الذي تابع الحفاوة والاستقبال الذي استقبلت به المملكة صهر ترامب وزوجته يعلم ان الامر له دلالاته الواضحة البعيدة عن المرئي.فجاء القرار الخليجي وبالتحديد السعودي الذي كان عليه ان يمثل التوجه العام للمسمين بالدفاع عن الاقصى ومساندة الشعب الفلسطيني المسلم لكنا نتفاجئ بعد هذه الزيارة لترمب والسفر الذي له برنامجه المرسوم والهدف المحتوم الى اسرائيل وحائط المبكى ، أن يظهر لنا قادة الخليج ظهورا جليا وبملئ افواه الساسة منهم بعد ذلك ليقولوا لنا: انها(حماس) التي لم تقاتل العرب يوما وانما تقاتل من قاتلها العرب بمعارك وجيوش كما في 68 وغيرها. فالهدف ليست قطر بل ما تحويه وما تدعمه اعلاميا وماليا وغير ذلك فقالوا : حماس والاخوان.فمستوى الحدث الذي يبدو للناظرين هو ليست مشكلة قطر مع محيطها ومنظومتها الخليجية ، بل الدور الذي اداه الملك سلمان بالحدث اذ كنا جميعا نستبعد ان يكون اداة لمحاربة من يدافع عن نفسه من المسلمين سواء كان فلسطينيا او غيره. فقطر ليست هي الهدف كما قالوا : بل ما فيها من قيم وافكار تجاه القضية الفلسطينية ومساعدة غزة والشعب الفلسطيني. ازاحوا صدام ولم يفكروا ماذا بعده فكان ما لم يكونوا يحتسبوا ، واليوم تميم وقطر ، وهذا ما سيدفع بالحكومة القطرية للبحث عن بديل والبديل الاقرب هو الجارة التي ابدت استعدادها لسد جميع الحاجات الضرورية والتحسينية ، وما لها من عواقب قد رأينا لها أمثلة كثرة. فالمملكة بالخصوص بنظري خسرت الكثير بهذا الفعل ولا اقول خسارة مادية بل خسارة روحية وخسارة تتعلق بالمنظومة القيمية للمملكة ، فلو فعلت ذلك مع حزب الله وأذرعة في الخليج وباقي الميليشيات التي تذبح وتفجر في دول مجلس التعاون الخليجي وتهدد جهارا ونهارا ضد المملكة لكسبت جميع الشعوب الحرة ناهيك عن الكسب الروحي والنفسي للمسلمين وهي التي لها الريادة الاسلامية عليهم.فالخليج لم يستطع ان يخرس صوة الباطل بالبحرين وهي التي لا تعادل ناحية تعود لقضاء في بلدي الحبيب ناهيك عن حرب لها سنوات في اليمن، فكما قال سيدنا يعقوب عن حزنه على يوسف(( وآ أسفاه على يوسف)) ما هذا اردنا منك يا سلمان . فلغة تغليب العقل كانت أولى من كشف المستور بين الاخوة والاشقاء وابناء العقيدة المشتركة الذين نعول عليكم كثيرا في بلادنا لا ان تكونوا كبيت العنكبوت.
خارج النص:قطر هدف استراتيجي لايران إن خرجت من مجلس التعاون الخليجي.