سطورٌ في دموعٍ ساخنة
بقلم: خالد الملا
سيدي فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبدالملك السعدي حفظكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية طيبة، معطرة بعطر العلم وأهله، ومعطرة بنور الفتوحات الربانية التي نوّر الله بها بصيرتك، لتُرشدَ وتُعلم، وتُدرس وتنصح، وكنت خير ذلك الرجل فقد نفعَ اللهُ بك البلاد والعباد لأكثر من 60 سنة وأنت تعمل دونما كللٍ وتعب، فكم من عمامة لففتها، وعقلية صقلتها، وشخصية خرجتها، وواللهِ لا يستطيعُ أحدٌ إِنكار فضلك على العمائم وأهلها، إلا ربّي عز وجل؛ وذلك أن يرفعك في درجات الفردوس الأعلى بعد طول عُمرٍ وحسن عمل.
سيدي وشيخي:
إطلعت على تصريحكم بخصوص الإنتخابات العراقية المقبلة وقولكم أن ايران حسمت الموضوع ووزعت الحصص من الآن، وأنت شيخي وأستاذي ومعلمي أُجلك وأحترمك وأقبلُ يدك لا تسمع من طرف واحد واسمع من الأطراف كلها وأنت الذي درستّنا سورة (ص) وكيف عاتبَ الله نبياً دواد عليه السلام بسبب أنه سمع لطرف واحد فقط، وهذا ليس دفاعاً عن إيران، ولكنَّ إيران أمرٌ واقع،جارٌ لنا معه حدودٌ تمتدُ لأكثر من (١٢٠٠كم) ايران دوله لها مصالح كما لغيرها، وتريد أن تحفظ بلدها وعندها مشروعٌ إسلامي بالمنطقة والعالم. أستاذي ومعلمي: علينا أن ننصف حتى خصومنا فلولا أيران وسلاحها ومالها لما بقيت بغداد ولما بقي تمثالُ أبو جعفر المنصور خليفة المسلمين! ولا بقي أبو حنيفة النعمان إمام المذهب والمسلمين، فإنهم لو دخلوا بغداد لفجروا التمثال ونبشوا القبر ولهدموا العراق كله كما فعلوا بالموصل والمناطق الأخرى، ولكن إيران وقياداتها وقفت بمالها وسلاحها ووضعتها تحت أمرت الحكومة العراقية، فكان الوليد هو الحشد أبنائنا في الجنوب الذين هبوا هبة رجل واحد بعد فتوى السيد السيستاني.
ولو قلت بأن إيران هي من صنعت داعش فتلك طامةٌ كبرى، لأنك تعلم جيداً أن داعش ينحدر دائما من المجتمعات السنية ويستغل التوجهات السلفية والوهابية والبعثية، وعلى افتراض إيران هي من صنعت داعش فعلينا أن نرفع عمائمنا لأن إيران إستطاعت ان تخترق معاقل أهل السنة في العراق وسوريا وفي كل العالم، بل حتى الذي دهس الناس في مدينة نيس بفرنسا كان داعشيا سنياً وهذا لا يعني بأن السنة دواعش حاشا لله ولكن الدواعش سرقوا مذهبنا لأنكم يا علماء العراق غبتم عن المكان المناسب، فتصدّر الجهلةُ والفاسدون لقيادة أهل السُنة. أيها الشيخ الإمام: يكفينا هذا الخطاب وتعالوا إلى الواقع واملؤا الفراغ، لا تُخطئوا خطأ إخواننا العرب حينما إبتعدوا عن العراق وامتلئت سجوننا بأولادهم الذين أُلقي القبض عليهم متلبسين بالإرهاب وكثيرٌ منهم إنتحر وقتل أبناء العراق.
ياسيدي الشيخ:
ليس لنا إلا خيار الإنتخابات، فاسمع لنا كما سمعت لنا وهذا خيارُ أغلبية الجمهور، ولا ضيرَ أن تنقد العمل السياسي، فهذه مرجعية النجف توجه النقد والنصح في كل جمعة، وسماحة المرجع علي السيستاني أعرض لفترةٍ طويلة وأعطى ظهره لكل السياسيين بسبب إخفاق بعضهم. شيخي ووالدي: لاترجموا بالغيب فنحن الذين ندفع الثمن، مدننا ومساجدنا وأهلنا وجميع شعبنا هو الذي يدفع الثمن أما المسؤول وأنتم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
سيدي العالم العامل: أطلتُ عليكَ بسوء أدبي ولكني أعلم أن قلبك أكبر من جهلي وضعف بصيرتي، وسوف تنظر لكل كلمة بعين العطف كما كنت تنظر إلينا ونحن طلاب وتضع بأيدينا المال الذي كنت تسميها (الكواغد) وهي عشرات الدنانير في ثمانيات القرن الماضي، أقبل رأسك ويدك أسمع إلى الأخرين واقرأ الأمور بصورة صحيحة فالناسُ لا تتحمل أكثر من ذلك، فجمهور السنة ناقمون على الضاري لانهم يعتقدون أنه سببٌ بضياعهم عندما منعهم المشاركة في الانتخابات وحصل ما حصل، ولم يبقى لأهل السنة إلّا الفتات، وأتمنى أخيراً أن تُلملمنا فقد ضاعَ الناسُ وأنت والله أهلٌ لها وزيادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.