الدكتور ظافر العاني أسير لدى الرذيلة ” عاني “
بقلم:الشيخ عبد القادر النايل
“ليس لدينا شعور بالقلق من دعوة الشيخ، فالمجتمع السني ليس مجتمع مرجعية دينية، ومن الصعب عليه الاستناد إلى فتوى من رجل دين يعيش خارج البلاد، وغير مطلع على تفاصيل الظروف الداخلية”.
بهذه الكلمات رد الدكتور ظافر العاني على دعوة الشيخ العلامة عبد الملك السعدي بعدم انتخاب من جربه الشعب ولم يقدم لأهله شيئا يذكر, أو فضلا يشكر, أو عدلا ينشر, أو حكومة بها الشعب يفخر, أو أمنا واستقرارا هو للعدو يبهر .
يغضب العاني ومن حقه أن يغضب لان الشيخ السعدي خاطب الناس بعين العقل والبصيرة, ودعاهم لنبذ من حمل الامانة فلم يحملها بل خانها وأباها.
يغضب العاني ومن حقه أن يغضب لان الشيخ السعدي دعا الناس الى انتخاب القوي الامين وعدم انتخاب الفاسد المشين ولا الفاشل شبيه الحمير الذي هو لكل معاني الرذيلة جامع, وللخير والحق والصدق مانع, وشين فعله وقبح سلوكه بين الانام ساطع.
يغضب العاني ومن حقه أن يغضب فهو وزمرته من السياسيين وطيلة هذه السنوات العجاف لم يقدموا غير صورة كالحة يوشحها سواد فسادهم الذي هد أركان الدولة ويعلوها قبيح برلمانهم الذي ما عاد يساوي عند الناس بولة.
يغضب العاني ومن حقه أن يغضب لأن دعوة الشيخ تعني أنه ومن معه من الجماعة الفاسدة التي هي على رقابنا ظلما وعدوانا جاثمة, وبقوة المحتل واسناد ملالي طهران صارت زورا وبهتانا على أمرنا سائدة, ستكون إن استجاب الناس لدعوته بإذن الله تعالى بائدة.
يا دكتور ظافر لم تزعجكم الكلمة الحقة الصادقة وترعبكم كأنها حمم على رؤوسكم ساقطة, وتضيق بها قلوبكم وتشمئز منها نفوسكم كأنها جبال على صدوركم بثقلها ضاغطة.
يا دكتور ماذا قدمتم لنا طيلة هذه السنوات فساد مستشر ضارب لكل مفاصل الدولة ومؤسساتها, وارهاب ضارب لكل مناحي الحياة ومقوماتها, بسبب سياساتكم الفاشلة وسلوكياتكم المعوجة وعقولكم الضحلة المنتنة وتقديمكم مصالحكم الشخصية ومنافعكم الذاتية واستحقاقات احزابكم المقيتة وكتلكم القذرة على مصالح واستحقاقات من انتخبكم من الشعب المسكين المغلوب على أمره.
وماذا استفاد منكم أهل السنة يا من تتكلم باسم من أسميته المجتمع السني فأي حق لهم حصلتم وأي انجاز لصالح أهلكم حققتم وأي نجاح لهم أنجزتم وأي منفعة لهم أتيتم وأي مفسدة عنهم درأتم. فحقوقهم مغتصبة ومدنهم مدمرة وكرامتهم مهدرة وانسانيتهم منتهكة. فهل استطعت انت ونواب السنة كلهم معك ان تخففوا عن أهل السنة معاناتهم يوم انهزمت جحافل قواتكم الامنية أمام عصابات داعش فوقفت جموعهم على جسر بزيبز افواجا وجماعات ينشدون أملا في النجاة ويترقبون بصيصا في الحياة ومعهم اطفالهم والنساء. هل كنت انت ونواب السنة بتلك الغيرة والشهامة فوقفتم معهم وقفة رجولية بطلة يذكرها الناس والتاريخ وسهلتم عليهم عبور الجسر الذي صار عليهم أسود من أفعال عصابات داعش وأحلك من عدوانهم. أم هل استطعتم انت ومن لف لفك ودار في فلكك من النواب المحسوبين على السنة أن تعيدوا جرف الصخر المغتصبة الى أهلها بعد أن اجتمع على اهلها الظلمان ظلم داعش وظلم المليشيات التي أذاقتهم باسم التحرير المر والسم وشردتهم من بيوتهم وهجرتهم من مدينتهم هل استطعتم أن تقنعوا سليماني صاحب الحل والعقد ليأمر خادمه العامري فيرفع يده عن مدينتهم التي أسماها جرف النصر محاولا تغيير ديمغرافيتها وتركيبتها السكانية فإن عجزتم على الرغم من أن الدستور يسندكم والقانون يؤيدكم فتلك مصيبة وإن قلت ما تحركنا بعد فالمصيبة أعظم لان العاجز عن نصرة أهله أو المتكاسل عن الوقوف معهم لا يستحق أن يعاد انتخابه مرة أخرى.
ثم قل بربك ما فعلتم للمغيبين قسرا ممن خطفتهم المليشيات من أهل الفلوجة والصقلاوية والرمادي والدور الذين فروا من جحيم المعارك فخطفوا في نقاط التفتيش التي تديرها المليشيات فماذا فعلتم لهم وهل استطعتم الوصول الى أماكن حجزهم ومعرفة أحوالهم واسباب اختطافهم؟ وهل يمكنك أنت ورئيس برلمانك ووزراء السنة كلهم تحميل الحكومة وميليشياتها المسؤولية الكاملة عن حياتهم واتخاذ الاجراءات المناسبة لإطلاق سراحهم واعادتهم الى ذويهم؟.
فهذه مواقف ثلاثة أثبتم فيها للشعب فشلكم وعجزكم بل خيانتكم لأهلكم وغدركم بهم وسكوتكم المطبق لما يحصل لهم من انتهاكات وجرائم يندى لها جبين الانسانية ولو بقيت أعدد لك مواطن فشلكم ومواضع عجزكم ومظان خيبتكم لطال بي السرد وما وسعني المقام .
ثم إنك تعيب يا دكتور على غيرك أنه يقيم خارج العراق وأهل السنة لا يسمعون لمن هو في الخارج فبالله عليك هل أنت ونواب السنة النساء منهم والرجال تقيمون أو اقمتم مع عوائلكم داخل العراق؟ هل أولادك وأولاد النواب ممن قاتل داعش على سواتر القصبات والقرى والمدن أم في مولات دبي وأسواق عمان وفنادق اسطنبول ومنتجعاتها يتسكعون؟ هل يمكنك أن تعد لي كم ليلة في بغداد بتها؟ أم كم نهار في شوارع العاصمة قضيته؟ ولو جئت بغداد وسكنتها هل تجولت في أحيائها وجالست أهلها ومشيت في أسواقها وسمعت شكاوى سكانها أم انك تبقى طيلة وجودك في العراق في المنطقة الغبراء قابعا وبين أروقة قصورها باركا. وإن جالست أحدا فيها فشركاؤك في البرلمان او الحكومة ممن أسهم في الخراب والسلب وشارك في الدمار والنهب وكان له دور في القمع أو ساكت عن الحق أو مسهم في الباطل. أما جلاس الشيخ الذي تعيب عليه أنه خارج العراق فمئات الطلاب والتلاميذ وآلاف الزوار والمحبين ممن وقع عليهم ظلم عمليتكم السياسية وقمع أجهزتها الامنية وحيف سياسييكم واستئثارهم مع أحزابهم وكتلهم بخير العراق دونهم. ناهيك عن عشرات الاتصالات الهاتفية اليومية من داخل العراق من أبناء شعبنا المنكوب بكم وبأفعالكم الدنية.
واعلم يا دكتور ان كنت لا تعلم ان الشيخ الجليل عبد الملك وعلماء السنة الكبار كلهم لا يؤمنون بالمرجعية لشخص معين لانهم يقررون أن مرجعية أهل السنة هي الكتاب والسنة وعلماء الدين أدلاء على طريق فهمها والعمل بهما. فهم شراح الكتاب ومبينو طريق السنة وهم يرون أن كل عالم في منطقته أو مسجده مرجع للناس في الفتيا والارشاد والتعليم دون أن يملك عليهم سلطة كهنوتية أو مدعيا أنه ينوب عن الله تعالى أو نبيه صلى الله عليه وسلم أو أحدا من خلفائه. وقد جرت محاولات عديدة ومن اطراف مختلفة لإقناع الشيخ الجليل عبد الملك أن يعلنوه مرجعا لأهل السنة فأبى ذلك بناء على المفهوم الذي ذكرته لك آنفا وكان يقول لهم إن أهل السنة بحاجة إلى مجلس جماعي لا مرجعية فردية مهما علا شأن ذلك الفرد علما وتقوى ودراية وخبرة.
واستغرب من تهربك من مناقشة ما دعا إليه الشيخ الجليل من ملاحظات وتهربك من محتوى بيانه إلى الحديث عن شخصه وما ذلك الا لعلمك أن مضمون كلامه حق لازم وأنه لا منفذ لك في رده فهرولت بنفسك هاربا من رد المضمون الى الحديث عن الشكليات فشخصنت القضية وقزمتها بدلا من مواجهة حقائقها وبيانها. ومن ذلك دعوة الشيخ الى تعديل النسب السكانية حسب الواقع الحقيقي عبر تعداد سكاني تشرف عليه المنظمات الدولية والعربية لمنع التلاعب بالنتائج والتزوير. وهو ما فشلتم في تحقيقه طيلة عقد ونصف من عمر عمليتكم السياسية وأنت قبل غيرك تعرف جيدا أهمية هذا الأمر في تحقيق التوازن والتمثيل العادل.
فكف لسانك أيها المتلون المتقلب واصلح حالك فما عرفناك الا تابعا لسيدك متقلبا متلونا فقبل الاحتلال كنت بعثيا قوميا بامتياز وأول أيام الاحتلال صرت ليبراليا ثم لما رأيت رواج موجة الدين والطائفية صرت إسلاميا وما لبثت حين لم تجد لك بين آفاتهم مكانا فادعيت العلمانية وأخيرا مزجت بين هذه الأربعة فصرت من أتباع خميس لأن دولاراته كل يوم تزيد ولعلك بها تغادر الحظ التعيس وهلا بالخميس.